التقيت صديقي حسام زهدي شاهين صباح اليوم في سجن نفحة الصحراوي، مباشرةً بعد لقائي بأحمد أبو جابر، مبتسمًا كعادته؛ كان اللقاء الأوّل يوم 20 يونيو في سجن الجلبوع، اللقاء الثاني يوم 16 آب في سجن “مجيدو”، وبعد عناق طويل عبر ذلك “الحاجز الزجاجيّ” الكريه، أمسك كلٌّ منا سمّاعته وقال: “هيّاتك بسببي تعرّفت على جغرافية فلسطين مثل أهلي، كلّ زيارة بمحلّ آخر”.
تحدّثنا عن قراءته حول ما يُكتب عن النكبة، والدروز بالتحديد، ومقابلة تلفزيونيّة مع أستاذي د. نبيه القاسم، فحدّثته بدوري عن كتب صدرت في الآونة الأخيرة: “واقع الدروز في إسرائيل” للدكتور نبيه القاسم، “العرب الدروز في إسرائيل، مقارنات وقراءات نظريّة وسياسيّة ناقدة” تحرير الدكتور يسري خيزران، “العرب الدروز والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة حتى ال-48” للأديب سعيد نفاع ووعدته بنسخ منها.
تحدّثنا حول لقائي بسميِّه حسام، ابن أخته، تفاعل قُرّائه مع كتاباته، زيارته حيفا مساء الأربعاء 30 أكتوبر للمشاركة بأمسية مناقشة روايته “زغرودة الفنجان” في منتدى الكتاب الحيفاويّ وقرأت على مسامعه ما كُتِب ونُشِر حول تلك الأمسية ورأي المشاركون بالرواية وكان سعيدًا جدًا لسماع ذلك وقال بانفعال: “شعرت أنّ الرواية تعمّدت حين نوقشت في حيفا!!!”
حدّثني عن مشروعه القمريّ ومشروعه البحثيّ حول صراع فلسطينيّي الداخل على مكانتهم القوميّة والمدنيّة، انعدام الجاذبيّة النضاليّة، حدّثته بدوري عن مشروعي “لكلّ أسير كتاب”.
ابتسم قائلًا: اللقاء الأوّل كان هزّ الشجرة والثاني قطف ثمارها، وها نحن نأكل تلك الثمار!!
تحدّثنا الكثير الكثير ومرّت ساعتان وعليّ زيارة أصدقاء في سجن رامون.
لك عزيزي الحسام أحلى التحيّات، على أمل أن نلتقي قريبًا في حيفا، بإطلالة قمرك وشمس الحريّة تسطع في سماء الوطن.
حسن عبادي
حيفا 15 كانون ثاني 2020