فلسطين .. أيقظت بداخلي الحنين لمدينة أنا منها مدينة يافا .. سمعت عنها ولم أراها في فلسطين الأبية ..ومعنى يافا وهي كلمة كنعانية .. هي فقط للعلم الجميلة)
تعتبر مدينة يافا من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية ، تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الى الجنوب من مصب نهر العوجا بنحو سبعة أميال ، وعلى ارتفاع 35 متر عن سطح البحر.حيث تعتبر إحدى البوابات الغربية الفلسطينية ، وتبعد عن القدس بحوالي 55 كيلومتر إلى الغرب ، وقد كانت لفترة طويلة تحتل مكانة هامة بين المدن الفلسطينية الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان والموقع الإستراتيجي حيث يتم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وإفريقيا ، حتى تاريخ وقوع النكبة عام 1948 ، وتهجير معظم أهلها العرب.
أصل التسمية
ان الاسم الحالي “يافا” مُشتق من الاسم الكنعاني للمدينة التي تعني الجميل أو المنظر الجميل. وتشير الأدلة التاريخية إلى أن جميع تسميات المدينة التي وردت في المصادر القديمة تعبر عن معنى “الجمال”. هذا وإن بعض المؤرخين يذكرون أن اسم المدينة يُنسب إلى يافث، أحد الأبناء الثلاثة للنبي نوح، والذي قام بإنشاء المدينة بعد نهاية الطوفان.
المساحة والسكان:
قدر عدد سكان مدينة يافا حين سقوطها عام 1950 بنحو 120 ألف فلسطيني ، لكن لم يبق منهم بسبب التهجير سوى حوالي أربعة آلاف نسمة، بينما بلغ عدد اليهود نحو 50 ألف نسمة ، في حين قدر عددهم عام 1965 بنحو عشرة آلاف فلسطيني و90 ألف يهودي.
وقدر عدد السكان العرب في المدينة أواخر 2009 بنحو 15800 نسمة اما اليوم فيقدر بحوالي 25 ألف عربي و 120 الف يهودي في حين قدر عدد اللاجئين الذين تعود أصولهم إليها عام 1948 بنحو 472.368 نسمة. اما مساحتها فتزيد عن 17 الف كيلومتر مربع.
يجري في أراضي يافا الشمالية نهر العوجا على بعد 7 كم، وتمتدّ على جانبي النّهر بساتين الحمضيات التي جعلت من هذه البقعة متنزّهًا محليًا لسكّان يافا، يؤمونه في عطل نهايات الأسبوع وفي المناسبات والأعياد.
تاريخ المدينة:
أسس الكنعانيون المدينة في الألف الرابع قبل الميلاد، حيث كانت انذاك مركزا تجاريا هاما للمنطقة، حيث بدأ ساحل فلسطين في تلك الفترة يشهد وجود السكان الذين بدت لهم رابية يافا موقعا جذابًا،فازدهرت المدينة عبر العصور القديمة، كما كان في عهد الفراعنة الذين احتلوها وعهد الحكم الأشوري والبابلي والفارسي قبل الميلاد،وكانت صلتها مع الحضارة اليونانية وثيقة، ثم دخلت في حكم الرومان والبيزنطيين وكان سكانها من أوائل من اعتنق المسيحية. ومن أهم الأحداث التي شهدتها المدينة نزول النبي يونس شواطئها في القرن الثامن قبل الميلاد ليركب منها سفينة قاصداً ترشيش. ولما دخل الفتح الإسلامي إلى فلسطين فتح عمرو بن العاص يافا في نفس عام دخول عمر بن الخطاب القدس وفي العهد العثماني تأسس في يافا اول مجلس بلدي وبقيت مركزا تجاريا رئيسيا ومرفأ لبيت المقدس ومرسى للحجاج.
كانت يافا تعتبر قبل النكبة عاصمة فلسطين الثقافية، حيث كانت تحتوي على أهمّ الصحف الفلسطينية اليوميّة وعشرات المجلات ودور الطبع والنشر، إلى جانب احتوائها على أهم وأجمل دور السينما والمسارح والأندية الثقافية في فلسطين.
وفي عام 1950 ضمّت بلدية تل – أبيب مدينة يافا لسلطتها،وأصبحت بلدية واحدة تسمى بلدية تل أبيب- يافا، ومنذ اللحظة الأولى وضعت بلدية تل أبيب- يافا مخطط تهويد المكان، فغيّرت كل أسماء شوارع مدينة يافا إلى أسماء عبرية لقيادات الحركة الصهيونية أو أسماء غريبة عن المكان لا تمتّ له ولتاريخه العربي العريق بأي صلة، كما عملت على تغيير الطراز المعماري للمكان من خلال هدم جزء كبير من المباني القديمة، وهدم أحياء وقرى بالكامل.
ضمت مدينة يافا قبل النكبة سبعة أحياء وهي :
وهناك أحياء صغيرة تعرف باسم “السكنات” ومنها “سكنة درويش”و”سكنة العرابنة” و”سكنة أبو كبير” و”سكنة السيل” و”سكنةتركي”. ومن أبرز شوارع مدينة يافا شارع اسكندر عوض التجاري،وشارع جمال باشا، وشارع النزهة.
أما اليوم، فتتكون المدينة من 12 حي يسكن العرب في ثلاث منها هي: حي العجمي (الذي تم تجميع كل عرب يافا بعد النكبة فيه وإعلان الحي كمنطقة عسكرية مغلقة) وحي الجبلية جنوب حي العجمي وحي النزهة عند شارع جمال باشا. اما البلدة القديمة فخالية من السكان العرب ولكنهم يثبتون وجودهم هناك من خلال الكنائس والمساجد في هذا الحي إضافة إلى مسرح السرايا العربي المقام داخل الحي.
معالم المدينة:
تشتهر يافا بالزراعة وبخاصةٍ زراعة الحمضيات ، حيث يتمتع البرتقال اليافاوي بشهرةٍ عالمية قديمة حيث كان يُصدر عن طريق ميناء يافا للكثير من دول العالم ، وتستغل إسرائيل هذه الشهرة حيث تصدر البرتقال إلى كافة أنحاء العالم وتميزه بملصقٍ يحمل الاسم Jaffaوالذي أصبح علامةً تجاريةٍ مسجلة .