اقلام حرة

احتضار لسوء تقدير بقلم أماني رباح

احتضار لسوء تقدير 
لطالما أخطات حماس حساباتها في كل مرة، كان دوما الرهان على ضعف وتشتت حركة فتح، لكن في كل مرة تخرج تلك العاصفة من تحت الركام أقوى، فمنذ انقلاب 2007 الذي نفذته حماس وامعنت في محاولاتها لإذلال شعبنا وتركعيه ومطاردة واعتقال حتى وصل لقتل من يعارضها، هذا المسلسل يتكرر اليوم في ظل استعداد أبناء حركة فتح لإحياء انطلاقة الثورة الفلسطينية 54،

فلو مررنا قليلا على تاريخها الأسود منذ نشأتها 87 وتوقيت تلك النشأة منذ المجمع الإسلامي الذي جاء لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية ومناهضا لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والتي أغلقت الإدارة الأمريكية تمثيلها في واشطن متهمة إياها بالإرهاب خلال عام 2018، وخرجوا بمشروع إنساني لقطاع غزة فسرعان مالهتت حماس نحوه في وقت توقف فيه تمويل الأونروا الخاصة باللاجئين، نعود للأعوام القليلة الماضية ذهب السيد الرئيس محمود عباس للأمم المتحدة يوم 29/11/2012 في يوم التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية كي تنال فلسطين عضويتها في الأمم المتحدة فسرعان ماخرجت حماس تقلل من حجم الدعم الدولي

والمساندة للدولة الفلسطينية الذي رفضته أمريكيا و-إسرائيل- وانسجمت حماس مع هذا الموقف، وابتهج شعبنا بهذا الإنجاز الديبلوماسي لكن السياسة الظلامية تأبى على شعبنا إلا أن تعكر فرحته بأن اعتقلت كل من حاول حضور خطاب السيد الرئيس في الأمم المتحدة في الميادين العامة، ليس ذلك فحسب حتى حينما عادت فلسطين للأمم المتحدة عام 2015 من أجل رفع علم فلسطين بين رايات الأمم وإن كان انتصارا معنويا لشعبنا، لما للعلم من رمزية وأهمية فهو تجسيد لتاريخ وتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى، قوافل من الشهداء دفعت من أجل هذا العلم ومن أجل لحظة رفعه أمام مرأى من لايعترف بوجودنا، خرجت قيادة حماس لتقول عن علم فلسطين بأنه مجرد قطعة بالية، ويستمر

الإمعان في احتقار كل ماهو فلسطيني وطني مستقل يرفض استلاب كرامته واستقلالية قراره، رغم كل هذا لأجل إيمان شعبنا بالوحدة الوطنية التي لطالما نادى بها الشهيد ياسر عرفات ودفع حياته ثمنا لفلسطين ووحدتها، ذهب من بعده الرئيس محمود عباس لأجل تحقيق الوحدة الوطنية صولات وجولات من داركار واليمن والمغرب ومطة وقطر والقاهرة، إلا أن التنصل من كل القرارات التي من شأنها أن تعزز صمود شعبنا وتعيد لحمته، اتفاق 2009 و2014، ومبادرات من الأسرى والكثير الكثير، لم تكثرت حماس لكل دعوات الوحدة الوطنية، ومع نهاية جولتها التشريعية أمعنت في البقاء واستغلال هذه القبة لتمرر أجنداتها باسم فلسطين متجاوزة أن هناك ممثل لشعبنا معترف به، تريد حماس طمسه وتكريس حكمها الانفصالي، متناسية تاريخ شعبنا الذي شتت في أصقاع الأرض وتحول من شعب آمن في أرضه إلى جيش من اللاجئين، حاول أعداء شعبنا أن يبقوا هذا الشعب مشرد وينقصه بعضا من زيت ودقيق، قضية إنسانية تحل ببضع دولارات، حاولت أن تجعل منه قضية إنسانية

إلا أن الثورة الفلسطينية جعلتها قضية شعب له أرض، والتي ترفض حماس إحيائها في غزة تزامنا مع رفض الاحتلال من إحياء الذكرى في مدينة القدس، لماذا هذا الرفض والحملات المسعورة من اعتقالات ومداهمات لبيوت المواطنين في غزة، في الوقت الذي تقوم فيه قوات الاحتلال بمحاولة هدم الخان الأحمر، لم نرى حماس تنتفض للشق الآخر من الوطن، وكان من قبلها معركة البوابات الالكترونية التي نصبتها قوات الاحتلال انتفض هناك شعبنا ولم نسمع صوتا من قيادة حماس، سوى الحديث عن تقاسم السلطة، حتى في اليوم المشؤوم الذي أعلن فيه ترامب أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ذهبت حماس لتكريس الانقسام تماشيا مع صفقة القرن التي أعلنت وخرج الرئيس محمود عباس يرفضها وأعلن قطع كافة العلاقات مع الإدارة الأمريكية التي لا يجرأ أحدا أن يقول للولايات المتحدة لا، قالها قائد هذا الشعب برغم حجم المؤامرة والتهديد بالاغتيال والتي انتشرت دعوات وصور داخل الأراضي المحتلة لقتل الرئيس، ويأتي أحد قيادتهم ويطالب بقتله أيضا، ماهذا التماشي

 

والانسياق، بعد كل هذا تراهن حماس على تشتيت حركة فتح أو شق صفها عبر بعض المحاولات التي صنعتها وها هي أمامها تتلاشى تلك الولادات المشبوهة، أكل هذا الإمعان على ماذا تراهن حماس، لازالت تخطيء في تقديراتها وحساباتها، أهكذا ترد حماس بعدما وقف الفتحاويين يرفضون أي إدانة لها في الأمم المتحدة، والتي ندرك ماهي إلا سهما في ظهر القضية الفلسطيينة، على حماس التي رهنت نفسها لقوى إقليمية لترى اليوم لم يعد هناك حليفا تستند عليه، فحقائب العمادي لن تقيم دولة، هي حقائب ذل وتحقير لكم قبل أن يكون لعناصركم، حقائب أموال مقابل بصمات ترسل للاحتلال، وتقولون عمليات جهادية، ليس هذا حينما اقترب حلم شعبنا بتحقيق الوحدة الوطنية وحديث عن انتخابات تنقذ

مصير الأجيال، وإذا بحماس ترسل بالناس المقهورة في غزة إلى الحدود الفاصلة مع الاحتلال تحت مراقبة عناصرها التي قالت ستحمي أبناء شعبنا، لم نرى منهم أحدا سوى دعوات لفك الحصار عنهم وليموت شعبنا، شهداء وجرحى يتألمون بلا معيل أو دواء، باسمهم دخلت الأدوية والأموال لم يرى الجريح ولا المريض مالا أو دواء، اقتحامات بغزة وهي المسيطر بقوة السلاح واتهامات بمجهولين وكل شيء أمام أعينها يحدث، لم يعد لحماس أي حجة أو محاولة لتبرير أفعالها أمام شعبنا، حتى الحروب التي دفع الأبرياء من شعبنا ثمنا مراهقة حماس لتجني هي مكاسب الإعمار فهي أصبحت تمتهن تجارة الحروب وعذابات شعبنا، كل هذا غيض من فيض مما تمارسه حماس ومسلسل سوء تقديراتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق