نشاطات

ديانة الخلود

همسة سماء الثقافة_ بقلم..داليا حسن

ديانة الخلود….
ايقونة الجمال، سر الوجود، ملجأ الأليم ، وغيرها، أيا كانت التعابير التي تتغنى بوصف المرأة ستبقى عاجزة عن رسم الصورة الحقيقية لها … كثير من الحملات والمؤتمرات والندوات تبرم بدعوى مناصرة ودعم النساء والمطالبة بحقوقهن، والمثير للغرابة ان القائمين عليها هم من سلبوها اياها في الواقع، ولذا فاللافت هنا ان هذه الحملات انما تاتي كبروباغاندا دعاءية لأجندات لها غايات أخرى في نفس يعقوب… الديانات البشرية عبر التاريخ كما يبدو لعين المتابع في اغلبها اهانت المرأة وحرمتها الكثير من حقوقها، ففي الحضارة اليونانية القديمة كانت النساء مجرد سلعة للمتاع يبيعها زوجها في الأسواق للمتاجرة بها ويقدمها قربانا للالهة، فيما اعتبرها الرومانيون اداة لاغواء وافساد قلوب الرجال ولعبة للشيطان يستخدمها لتحقيق اغراضه فكانت تحرم من الضحك والكلام وتفنى حياتها في خدمة الالهة وزوجها. ولا اعتقد ان أحدا منا لما يشاهد عبر وسائل الإعلام كيف تحرق المرأة في الهند وتدفن مع زوجها حيال وفاته. اما الديانة الوحيدة التي انصفت ألمراة بحق ورفعت من شأنها فهي ديانة الإسلام الذي جاء مخلصا ومنقذا لنفس خلقها الله تعالى من روحه فانتشلها من وحل الجهل إلى فضاء الحرية واقر بحقوقها في التعليم والعمل والبيع والتجارة والتملك والذمم المالية، وساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات بل وقدمها عليه في ميزان التقوى والعمل الصالح اذا تميزت عنه. السؤال هنا: اذا كانت المرأة قد منحت حقوقها وانصفت ومنذ قرون فعن اي حقوق يتحدث المتغنون بحقوق المرأة ومناصرتها؟ ولماذا لا ينادي هؤلاء بمناصرة ودعم الرجل طالما قد تساوت معه في الحقوق والواجبات ؟ وما المغزى من تسليط الضوء بهذه الشدة على المرأة تحديدا؟ لا شك أن الغايات الكامنة خلف كل هذا بعيدة كل البعد عما يقال في العلن.
القضية الأخرى الأكثر غرابة و إيلاما في هذا السياق ما نشهده في المجتمعات العربية والإسلامية التي تعتنق الإسلام من إنكار الكثير من حقوق المرأة عمليا. فلا زالت الكثير من العادات المجتمعية وقانون العرف السائدة تعامل المرأة معاملة الجاهلية في النظرة السلبية لها والاجحاف بحقها.
في رؤيتي الشخصية فإن ما نحتاجه اليوم ليس المطالبة بحقوق المرأة ومناصرتها بقدر ما نحتاج إلى مواجهة الأعراف المجتمعية المناقضة لتعاليم الشريعة وانقاذ الكثيرات من ظلم المجتمع بكافة اشكاله، بل ان أشد ما نحتاجه اليوم هو التطبيق العادل والحقيقي على أرض الواقع لما جاء في شريعتنا السمحاء ، ديانة الخلود…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق