منوعات
الذكرى الأربعون لاستشهاد القائد روحُ الثورة الفلسطينيّة وديع حدّاد:
الذكرى الأربعون لاستشهاد القائد روحُ الثورة الفلسطينيّة وديع حدّاد:
ولأنّ وديع حدّاد ثائرٌ “استثنائيّ،” فإنّه لم يكن ممكنًا ترويضُه على الإطلاق، كما
حصل مع الكثيرين غيره. ما كان ممكنًا هو إعادةُ كتابة تاريخ عمليّاته، وتزويرُها، وتشويهُ حقيقتها (ولهذا نعتبُ على وديع أنّه لم يترك لنا شيئًا مكتوبًا). فإذا عاد القارئُ إلى الكثير من أدبيّات “الثورة” الفلسطينيّة، وحواراتِ الكثير من قادتها، بل إلى ما يردّده الكثيرُ من المعلّقين حول المقاومة أيضًا، فسيَصدمه الإصرارُ على أنّ هدف عمليّات المقاومة الأساسَ كان إعلاميًّا بحتًا، يهدف إلى “تعريف العالم” بمأساة شعبنا ـ تخيّلوا، مثلًا، لو أنّ الشهيد عماد مغنيّة ورفاقَه اكتفوْا بالأثر الإعلاميّ للمقاومة على الكيان الصهيونيّ!
لم يفهمْ “قادةُ الثورة” الفلسطينيّة، كما يبدو، معنى الثورة أصلًا، ولا معنى العنف الثوريّ ووظيفتَه؛ أو، ربّما، فهموا وكانوا أجبنَ مِن أن يَثْبتوا على مسارٍ قد يكلّفُهم حياتهم؛ أو، ربّما، كانوا أجبنَ من تحمّل قسطٍ بسيطٍ من مسؤوليّة أعمال وديع حدّاد وأمثاله من الثوّار وتبعاتها؛ أو، ربّما، ظنّ بعضُهم فعلًا أنّ التغطية الإعلاميّة تكفي لتحقيق أهدافهم المتواضعة بالدويْلة المسخ. لهذا، بالضبط، كان الشهيد وديع حدّاد أكبرَ بكثيرٍ من “ثورتهم” التي لم تستطع استيعابَ قدراتِه وإمكانيّاتِه ونموذجِه. ولهذا، بالضبط، كان الشهيد وديع حدّاد أكبرَ من كلّ قادتها كذلك.