الرئيسية

إفتتاح مهرجان قصة شعوب تعشق الحرية وثقافة فن الحياة

شاعر الأمة محمد ثابت

إفتتاح مهرجان قصة شعوب تعشق الحرية وثقافة فن الحياة .

ذاكرة افلام قصيرة و سجادة حمراء !
خصيصاً للجمهور المتعطش لمشاهدة العروض الرائعة في خِضم مرحلة الفراغ القاتل لكل الجاليات المنتشرة خارج ديارها خصوصاً على الصعيد الثقافي والفني و البعد عن قراءة حقيقية لزوايا مهمة في سيَّرنا الذاتية عن انتاج فن صناعة السينما سواءاً كان ذلك قصداً عن ترويج افلام طويلة تتجاوز عادة الساعتين كحدٍ مُعتمد عليه منذ ولادة السينما الصامتة وذياع صيت انتاج الافلام خارج نطاق هوليود التي ابدعت منذ الربع الاول للقرن الماضي .
لكن التوصل إلى التحقق من منح الجمهور العربي المتعطش لمشاهدة افلام قصيرة جداً قد تغدو تُضيف حدثاً جيداً للجمهور المسكون في دواخلهِ ما تعنيه الذهاب بعيداً عن الشاشات الصغيرة المحمولة في هواتفنا الذكية في هذا التوقيت المتقدم السريع للتواصل الالكتروني لكل حدثٍ جديد وهام . لم يكن هناك سِعف نخيل ، أو جوائز قيمة ، او حتى لقاءات مباشرة مع تلك الفنانة ، او ذاك الممثل الذي وصلت عواصف إنتاجه للأدوار فوق الطبقة السوريالية لمحطات فن التصوير والإبداع لرؤية المشاهد تحت الدمار وروافد مختلطة مزيجاً مع الدماء والرصاص وأصوات انفجارات تتتالى بعد زعيق هدير المحركات ما بين الفضاء و التراب المجبول في عشق وحُب الارض حُباً جماً .
مهرجان الفيلم العربي القصير الذي نشر الإعلامي العراقي المُبدع د. علي موسى الموسوي على صفحاته دعوةً ربما تكاد الاولى في إستضافة مشروع مشاهدة سبعة افلام قصيرة للمخرج العراقي علي طالب الشمري الذي ابدع منذ البواكير من الزمن في ردف الصمت الفني اجمل محصلة لتعزيز فكرة القراءة الواقعية لحالاتنا داخل مجتمعات عربية ما أن تتخلص من حرب حتى تنتقل في زمن قصير إلى حروب متعددة التوجهات والمهالك المعتادة .
فكما صرح المخرج بعد استفاضة سريعة من قِبل مقدم الحفل الاستاذ جسار العبادي الذي كان يرسم ما بين كل عرض قصير لفيلم ما !؟. حيثُ بدت عليه ملامح الحزن الشديد عنما رأيناه وشاهدناه خلال دقائق لا تتجاوز عدد اصابع الكف الواحدة .
فكانت النقاشات المباشرة بعد عرض سبعة افلام أشبه بموجز قصير يخترق الصمت الثقافي عندما ندخل إلى قاعات السينما و من البديهي تذكر مسارح سينماتنا في بلداننا العربية الثقيلة بالجراح والأوجاع والالام والحروب .
وهذا ما لاحظتهُ مُجازاً على ملامح الحضور وخصوصاً من العنصر النسائي الذي طغي على الحفل الوسيم لمشاهدة سبعة افلام قصيرة .
تفاوتت اسماء الترجمات للأفلام على احدى قاعات سينما “” Vega Scene “” وسط مدينة الصقيع أوسلو .
حيثُ امتلئت القاعة وكان صمتها رهيب بعد سماع الآهات والهمهمات ومسح الدموع اثناء العرض في وقت رهيب وقاتل لمزايا اهمية فحوى مغازى عرض الافلام .
لغة الحرب – ماريوت – الملائكة – الفزع – احلام جميلة او سعيدة – الصمت والرعب – كان مضامينها بديعة وكاملة حملت ما تعانيه بلاد الحضور من العراق – وسوريا – وفلسطين – ولبنان – واليمن – والسودان – والصومال – و المغرب والجزائر وتونس – و إيران – إضافة إلى ضيوف من السويد والدنمارك ومن النقاد في النرويج .ولم تغب بعض المشاهد عن افغانستان وكردستان – في زحمة الحالات التي تنامت حتى وصلت إلى مراحل الاغتصابات الجماعية التي أقامت حفلاتها إبان ظهور الوحش البشري في وجوه داعش وبقاياها واخواتها . فلذلك كانت روائع تلك الافلام القصيرة للمخرج المتألق علي طالب الشمري ،ولراعي الحفل المُبدع د. علي موسى الموسوي رئيس مركز العراق الدولي للثقافة والإعلام بعد المناقشة مع الحضور حيثُ أُسدِلت الستارة النهائية للعرض الشيَّق بتكريم المخرج الرائع علي طالب الشمري وربما لأول مرة يسير الجمهور على سجادة حمراء لمشاهدة شاشات صماء وسوداء .
إلى مزيداً من الإضاءات على الانتاج الفني والادبي والشعري لجمهور تلك البلاد التي حملت أبعاداً ثقافية مختبئة داخل العقول والقلوب من الصعب القبض عليها اثناء تجاوز الحدود الجغرافية .
فلذلك مشاهدة سبعة افلام قصيرة
اعطت بعد عرضها عزيمةً تاريخية لصناعة مجد التراث الانساني سواءاً كان داخل مواطن بلادنا الأصلية ام على اراضي دولنا التى لم نختارها عناوين خيارنا الاخير .

عصام محمد جميل مروة ..
أوسلو في / ٥ كانون الأول – ديسمبر / ٢٠٢٥ /

..

إغلاق