شعر وشعراء
أكاذيب سياسية / بقلم: د. محمد طلال بدران

رأيتُ طغاةَ العصرِ يبنون قُدسَنا
ويمنحونَ الغاصِبَ حقًّا غريبَا
وأبصرتُ من يبكي الحقوقَ مُداهنًا
وفي قلبهِ سيفٌ يُسَلُّ رقيبًا
وأقسمَ جنديٌّ بأنّي بأمنهِ
فنمتُ، ولكنّ غدره مَعيبًا
وكم قيل: هذا العصرُ يرفعُ شأنَنا
فلم نرَ إلا الذلَّ يعبرُ دروبَا
يبيعونَ وهمًا للضحايا بكذبةٍ
ويزرعونَ الشوكَ وردًا قشيبا
يقولون: حقُّ العيشِ باتَ مكفُولًا
فكيف نرى الطفلَ يمسي غريبَا؟
تحدّثَ عن حُرّيةٍ من قيودهِ
ولمّا تنفّسْنا، رأيناهُ ذيبا
يعِدّوننا بالخيرِ صبحًا ومِسْيةً
ولكنْ نرى الفقرَ يمشي قريبا
وإن قيلَ: هذا العهدُ عهدُ كرامةٍ
فلا تعجبوا إن صارَ سيفًا خطيبا!
إذا ما سمعنا القولَ يبدو جميلاً
ولكنْ نراهُ كريهًا مشيبا
فلا تعجبوا إن قالَ كاذبُ عصرنا
بأنَّ الذئابَ أضحتْ حمامًا وديبَا!
18.03.2025 م
بقلم: د. محمد طلال بدران