شعر وشعراء

عنترة بن شداد وعمه مالك بن قراد

كان مالك بن قراد عمّ عنترة بن شداد قد فرّ بابنته من وجه عنترة ونزل على قيس بن مسعود سيد بني شيبان، فأكرمه قيس وأحسن إليه، وكان لقيس ولد من الفرسان يقال له بسطام ويكنى بأبي اليقظان، فلما نظر إلى عبلة أعجبته ووقعت في قلبه موقعا عظيما فخطبها من أبيها، فوعده بزواجها على شرط أنه يأتي له برأس عنترة، فقبل ذلك ونهض من وقته طالبا ديار بني عبس، فالتقى بعنترة في الطريق، فهجم عليه يريد مبارزته وأنشد أبياتا على بحر الرمل مطلعها:

حادثات الدهر تأتي بالبدعْ
ترفــعُ العبد وللحُرّ تضعْ

يقول معرضا بعنترة أنه عبد رفعته حوادث الدهر أي المصائب.

فلما سمع عنترة مقالته استشاط غضبا
وكان قد بلغه خبره فهجم عليه وهو ينشد بنفس الوزن وبنفس القافية:

يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَعْ
سَوفَ تَلقى فارِساً لا يَندَفِعْ

زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً
زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَعْ

يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَجا
خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَعْ

إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى
فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَعْ

بِحُسامٍ كُلَّما جَرَّدتُهُ
في يَميني كَيفَما مالَ قَطَعْ

وَأَنا الأَسوَدُ وَالعَبدُ الَّذي
يَقصِدُ الخَيلَ إِذا النَقعُ اِرتَفَعْ

نِسبَتي سَيفي وَرُمحي وَهُما
يُؤنِساني كُلَّما اِشتَدَّ الفَزَعْ

يا بَني شَيبانَ عَمّي ظالِمٌ
وَعَلَيكُم ظُلمهُ اليَومَ رَجَعْ

ساقَ بِسطاماً إِلى مَصرَعِهِ
عالِقاً مِنهُ بِأَذيالِ الطَمَعْ

وَأَنا أَقصِدُهُ في أَرضِكُم
وَأُجازيهِ عَلى ما قَد صَنَعْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق