مكتبة الأدب العربي و العالمي
حكاية #لعبة_الأرواح الجزء الثالث
رمى خليل الحقيبة، وخرج يجري ،وهو مصدوم مما حصل ،ولما وصل شقّته أخذ دشّا ساخنا ،وأحسّ بهدوئه يرجع إليه ،ذهب إلى الصّالون ورأى أنّ التلفزيون لا يزال مفتوحا ،ولما سمع الأخبار وقف مندهشا ،فلقد وقعت عاصفة كبيرة في بلدان أمريكا الجنوبية المنتجة للقهوة قضت على أكثر المحاصيل وارتفعت الأسعاربشكل جنوني، وفي لحظة ربح ألوف الجنيهات، لكن خليل صار أكثر طمعا وأعاد سؤال لوحة ” الويجا ” فأشارت له على شركة بترول ،فاشترى حصّة كبيرة من أسهمها ،وبعد أيّام عثرت تلك للشركة على بئر كبير ،وصار خليل من أصحاب الملايين وانتقل إلى فيلا أنيقة ،واشترى سيّارة جديدة ،ولما حاول أن يعرف من من اللوحة آخر أخبار البورصة طلبت منه القيام بطقوس شيطانية ،فأحسّ بالفزع ،وأخفى اللوحة .
ومضت فترة لم يقترب منها ،لكنّه بدأ يرى في نومه كوابيس مخيفة ،وأصوات موحشة تأمره بتنفيذ الطقوس ،عرف خليل أنه لا يمكنه الرجوع إلى الوراء ،وندم على طمعه ،وعدم حرق تلك اللوحة ،وفي النهاية نزل إلى البدروم ،ورسم نجمة خماسية ووضع عليها خمسة شموع ،وفجأة إنطفأت الشموع ،وظهر شكل أسود دخل جسد خليل ،وبعد قليل صعد إلى الفيلا ،ولمّا نظر لنفسه في المرآة ارتسمت على شفتيه إبتسامة واسعة ،فقد نبت الشعر وبدأ يغطي الصلع في رأسه، ثمّ رمى النّظارة الطبية ،فلم يعد يحتاجها ،ولما رجعت هالة في الليل بعد سهرة مع صديقاتها تعجبت من زوجها الذي كان يبدو في أحسن حال وأمامه زجاجة كونياك وعلبة سجائر فاخرة ،فسألته منذ متى تدخن وتشرب الكحول ،ثم ما هذا الشباب المفاجئ الذي ظهر عليك فتبدو على الأقل أصغر سنا بعشرة سنوات !!! لم يرد خليل فلقد كان مستمتعا بهذا الإطراء ،أما هالة فكانت بحاجة إلى النوم فارتمت في فراشها ،فلحقها زوجها وقبلها بشوق وقال إني مشتاق إليك ،قالت المرأة في نفسها ما أعجبها من ليلة ،فقد تعوّد خليل أن يصرخ في وجهها لمّا تعود متأخرة ،وهذه الليلة يبدو أكثر رقّة وأكثر من ذلك شديد الوسامة .
مع مرور الأيام تغير خليل تماما فلقد إمتلأ جسمه النحيف وأصبح له قوام مثل الرياضيين وشعر غزير أسود ،ولم تحاول هالة معرفة سر هذا التحوّل الغريب فلقد أعجبتها شخصيية خليل الجديدة فلقد صار يحب السهر مثلها ولبس الثياب الغالية ،لكن الشيئ الذي لم يرق لها هو أنه صار يغازل صديقاتها أمامها ولا يخجل من نفسه ،وكذلك كلّ الفتيات الذي يجدهنّ أمامه ،ولا حظت أنه ينزل للبدروم ويغلق على نفسه ،حين تسأله عما يفعله لا يجيبها بأن ذلك لا يعنيها ،ويحتفظ دائما بالمفتاح في سلسلة يضعها حول رقبته ،وكان سلوك خليل يزيد كل يوم غرابة وهو يبدو مهتما كثيرا بإنجاب طفل منها أو من غيرها ،أحد الأيام إشتكت أحد صديقات هالة من أن خليل غريب جدا ولا علاقة له بالرجل الذي تعرفه ،وكل الناس قالوا لها نفس الشيئ ،وفي أحد الأيام إنتظرت نزوله للبدروم وأسرعت وراءه ولما وضعت أذنها على الباب سمعت صوتا موحشا، لا هو لحيوان أو لإنسان ،وفجأة إنفتح الباب وقبض خليل على رقبتها حتى كاد يخنقها ،وصاح في وجهها لا تقتربي من هنا مرة أخرى !!! هل فهمت يا امرأة ؟
هربت هالة، وقد تملكها الفزع ،فالمأكد أنّ الرجل الذي أمامها ليس زوجها ،وقد يكون مسحورا أو سكنه جنّ ،وللمرة الأولى بدأت تحس بالخوف ثم ذهبت إلى أحد الغرف، وأغلقت على نفسها باالمفتاح ،بعد قليل جاء خليل وحاول فتح الباب لكن ناهد طلبت منه أن يتركها وشأنها فلقد كاد أن يقتلها، حاول خليل أن يكون رقيقا ويعتذر منها ،وحين لم ينفع ذلك تركها ،وهو يكاد يتميّز من الغيظ …
…
يتبع الحلقة 4
عن قصص حكايا العالم الاخر