ما جاء برأي العدلية الدولية هو ابعد بكثير من رأي استشاري، وأوسع بكثير من رأي قانوني، انه وثيقة تاريخية ، سياسية اخلاقية وقانونية، وستشكل رافعة للكثير من الآتي ، دوليا واقليميا وفلسطينيا. وذلك لعدة اسباب:
1. لانها دخلت بالسياق والجذور، وربطت عضويا بين التاريخ والواقع اليوم.
2. تم بهذه الوثيقة، تعريف الصراع وهو؛ بين شعب فلسطيني اصلاني يعيش على ارضه ووطنه، مقابل مستوطنين يريدون اقتلاعه. هذا التعريف هو اساسي ومفصلي وبغاية من الاهمية.
3. ان الوثيقة اثبتت قانونية حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وان كل الوسائل متاحة لمقاومة الاحتلال وانهائه.
4. الوثيقة لم تستعرض الحقائق فحسب، بل حثت الاطراف الدولية والاقليمية والمنظمات الدولية لانهاء هذا الاحتلال.
5. الوثيقة اكدت الوحدة الجغرافية للاراضي الفلسطينية، الضفة الغربية، غزة والقدس العربية الشرقية.
6. الوثيقة ركزت على اهمية القدس العربية في وحدة الجغرافيا الفلسطينية بكل ما تعنيه القدس، وطنيا ودينيا وثقافيا.
لذلك جاءت ردود الفعل الجنونية من نتنياهو وسائر السلم الموسيقي للائتلاف الفاشي، فهناك من دعا الى ضم الضفة الغربية تحت السيادة الاسرائيلية، وهناك من إتهم المحكمة الدولية بمعاداة السامية.
توقيت القرار الاممي يومين بعد قرار الكنيست الاسرائيلي برفض اقامة دولة فلسطينية اطلاقا، ويومين قبل بدء رحلة نتنياهو للكونغرس الامريكي، والذي عول عليها كثيرا لتحدث تغييرا ومخرجا من أزمته، كما وتأتي هذه الوثيقة وسط صراع كبير في اسرائيل بشأن الصفقة مع حماس.
لا شك ان هذه الوثيقة الاممية ستشكل رافعة لعدد من الملفات، ستسرع بقرار اممي بشأن ضلوع اسرائيل بالابادة الجماعية، وتسرع الجنائية الدولية باصدار اوامر اعتقال لنتنياهو وغلانت، ستضغط باتجاه ضرورة ابرام صفقة ووقف العدوان على غزة، وتشجع المجتمع الدولي بضرورة انهاء الاحتلال والاستيطان والجنوح نحو حل الدولتين.
نتنياهو وحكومته تلقيا صفعتين بهذا اليوم، الاولى، بانفجار مسيرة يمنية بمركز تل ابيب، والثانية صفعة العدلية الدولية بعد ظهر اليوم.
سهيل دياب- الناصرة
د. العلوم السياسية
19.7.2024