مكتبة الأدب العربي و العالمي
الذئب_و_الحمار النصف الاول قصة أمازيغية
كان ياما كان يا سادة يا كرام في سالف العصر والأوان ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام…
كانت امرأة تعيش مع زوجها.و في يوم من الأيام حملت منه، إلا أنه مات قبل أن يرى المولود النور. لقد كان المولود بنتاً، وقد تعهدتها أمها بالرعاية، وحينما اشتد عودها، رفضت الأم أن تزوجها لمن تقدموا بطلب يدها من أهل القرية ،ممن كانوا يتمنون الظفر بيدها، وفضلت عليهم تزويجها بالغرباء حينما تقدموا لطلب يدها.وبعد أن انتهت الاستعدادات لحفل الزفاف، حضر أصدقاء الزوج ممتطين الخيول لأخذ الزوجة إلى بيت زوجها، جاءوا بالذبيحة والمهر الذي تم تحديده سلفا مع الأم. وتبعا لعادات المنطقة، فقد ذبحوا الذبيحة على عتبة البيت، وخرجت الأم من البيت وحيتهم قائلة:حللتم أهلا،وبوركت الأرض التي أوصلتكم إلينا. ثم ترجلوا خيولهم ودخلوا إلى البيت.وفي الغد اصطحبوا العروس معهم على ظهر بغل،وهي تتمسك بتلابيب طفل صغير،واستمر الغناء ومعه طلقات البارود، إلى أن وصل الموكب بيت الزوج،وهناك قضوا الليلة، وحينما انتهى حفل الزفاف،انصرف المدعوون إلى حال سبيلهم.
وفي يوم من الأيام اشتاقت الأم إلى رؤية ابنتها، وهيأت الحمار ووضعت عليه البردعة، ووضعت في أحد سلتيها جرة من السمن وفي الثانية وضعت خروفاً وحزمتهما بشدة، وانطلقت وهي تدفع الدابة من الخلف. وفي منتصف الطريق صادفت ذئباً به عرج. ثم
قالت له:
ـ ما خطبك ؟
ـ فأجابها قائلا: أعاني من جرح أسفل أحد أطرافي.
ـ فقالت له:لو لم يكن حماري مثقلاً جداً لدعوتك للركوب معي. ثم التفت الحمار نحوها وقال: فليركب، إذا رغبت في ذلك.
أخذت الذئب ووضعته في سلة البردعة التي يوجد فيه السمن. ولاشك أن لا شيء يذهب بعقل الذئب ، مثل رؤيته للخروف،فهو لم يعد يتمالك نفسه. واصلت السيدة طريقها وشرع الذئب في أكل السمن من الجرة. وبعد أن التهم نصفه بنهم ، صرخ قائلا :نعم،وكأنه يجيب من دعاه،فسألته السيدة قائلة: من يناديك؟
ـ فأجابها قائلا: إنهم أخوال النصف.
واصلت السيدة طريقها وصرخ الذئب ثانية : نعم.
وسألته السيدة:من يناديك ياعمي الذئب؟
ـ أجابها قائلا: إنهم أخوالي البعاد.
وسرعان ما أحست بضرورة التوجه إلى الخلاء ،فتنحت جانبا إلى أن اختفت الدابة عن ناظريها.
يتبع …
من قصص حكايا العالم الاخر