اخبار الفن
قصة اغنية عدت يا يوم مولدى
قصة اغنية عدت يا يوم مولدى
==============
ذكر فريد الاطرش فى حديث اذاعى قديم انه قرأ فى الصحافة مقالا لكامل الشناوى يوم عيد ميلاده وارفق بالمقال جزء من قصيدة اسمها عدت يا يوم مولدى
فالتقى به فريد مساء هذه الليلة وطلب منه ان يلحن هذه القصيدة فقال له كامل متحرجا والله يا فريد القصيدة عند الوهاب من 4 سنين فصمت فريد
ومر عام وجاء يوم ميلاد الاستاذ كامل الشناوى وكان فى هذه الفترة مكتئبا حزينا فقرر فريد ان يعد مفاجأة له وهى ان يقيم له حفل عيد ميلاد فى منزل فريد وبصعوبة اقتنع كامل الشناوى وفى المساء واثناء حفل عيد الميلاد اخرج كامل الشناوى من جيبه ورقة وقال هذه هديتى لك يا فريد اقرأها
فقرأ فريد الورقة ووجد فيها قصيدة عدت يا يوم مولدى كاملة
قال عنها المؤرخ والناقد الفن الكبير سعد الله اغا القلعة :
لم يكن فريد الأطرش ملحنا ميالا لتلحين القصائد ، فأعماله في هذا اللون الغنائي تعد على رؤوس أصابع اليدين ، ففي الشكل التقليدي الأول كانت الجملة الموسيقية موافقة لموسيقى الشعر ومطابقة للمقطع الشعري صدرا كان أم عجز أم بيت كامل ، خلافا للشكل المتطور حيث كان التقطيع الموسيقي يتم حسب المعنى والإحساس المعبر عنه أكثر من محاولة التوافق مع بنية البيت الشعري العروضي أو شعر التفعيلة ، ومع ميوله للشكل التقليدي قدم أعمالا جميلة كختم الصبر بعدنا بالتلاقي وعش أنت وإسالي الفجر والغروب ، لكن إضافته النوعية في تلحين القصيدة كانت مع عدت يوم مولدي للشاعر كامل الشناوي ،
فالأغنية كانت موجهة لمحمد عبد الوهاب الذي احتفظ بها أربع سنوات في درج مكتبه بعد أن فشل في إعطائها اللحن المناسب ، فإستذن فريد عبد الوهاب و الشاعر كامل الشناوي أن يسمحا له بتلحينها وعكف على هذه العملية المضنية حسبما حكى بنفسه للصحافي جليل البنداري تسعة أشهر كاملة ينقح ويضيف ويزيل حتى خرج اللحن بشكله النهائي ،
واللحن الذي جسد تفاعل الملحن – المطرب مع العمل الشعري من خلال تصريح فريد في أكثر من مناسبة بأن الأغنية لخصت حياته ، حمل الكثير من التجديد على المستوى الموسيقي ، فقد صاغه على أسلوب أعماله الكلاسيكية القديمة مبتعدا إلى حد ما عن الشكل التقليدي في تلحين القصيدة موظفا تكثيف التوزيع الهرموني خلافا للنهج السائد عند ملحني القصيدة في الاعتماد على المقامات الشرقية الشجية التي تبرز موسيقى الشعر حتى حار بعض النقاد في التصنيف الموسيقي ليوم بلا غد في خانة القصائد ، وفي ختام العمل وعند أنا وهم أنا سراب أعاد توظيف تقنية البوليفوني حين تداخل صوته مع صوت الكورال ليذكر جمهوره بتعانق صوته مع صوت أسمهان في ختام أوبريت إنتصار الشباب .