مقالات
ما القواعد العسكرية التي خسرتها واشنطن بالقرب من روسيا؟
تحت العنوان أعلاه، كتب فيكتور سوكيركو، في “سفوبودنايا بريسا”، حول تقهقر النفوذ الأمريكي في آسيا الوسطى بعد أفغانستان.
وجاء في المقال: الانسحاب المخزي الحالي للولايات المتحدة من أفغانستان، يعني، من بين أمور أخرى، فقدان أمريكا نفوذها في آسيا الوسطى بأكملها. لم يعد هناك قوات عسكرية أمريكية في آسيا الوسطى الوسطى، كما تسمى جمهوريات كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان في روسيا.
لا وجود لقواعد أمريكية في منغوليا وباكستان والجزء الشمالي الغربي من الهند، والآن في أفغانستان. لقد حل فشل كامل بخطط واشنطن بعيدة المدى، والتي كان الهدف منها تطويق روسيا بالكامل من الجنوب.
وفي الصدد،قال الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين: “لنكن موضوعيين، لقد تفوقت روسيا بصراحة على الناتو في مسرح العمليات المحتمل في آسيا الوسطى. الشرق، كما نعلم، أمر حساس، وقد تمكنت موسكو من العثور على أدوات تأثير غيرت الصورة العامة لمصلحتنا. بالإضافة إلى ضمانات الحماية العامة ضد طالبان، والتي تضمنها قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي المشتركة، والتي تعني في الواقع المساعدة النشطة لروسيا من قبل دول المعاهدة في حال حدوث عدوان خارجي، عرض الكرملين شروطا تفضيلية في شراء الأسلحة الحديثة. الأمر الذي استفادت منه كازاخستان، فاقتنت دبابات تي-90 وأنظمة الدفاع الجوي إس-300 وإس-400 ومروحيات جديدة. واتضح أن هذا قرار جيد للغاية في بناء الثقة من جانب الحلفاء في آسيا الوسطى. لم يعرض الأمريكيون أي شيء من هذا القبيل، بل اكتفوا بدفع أجار، أتاح لهم الفرصة للتأثير في السياسات الداخلية لهذه البلدان.
اللاعب الرئيس الآخر في المنطقة هو الصين، ولا مصلحة لها في تعزيز الوجود الأمريكي في آسيا الوسطى، وخاصة بالقرب من حدودها. الصينيون، ليسوا فقط على استعداد لتوريد الأسلحة إلى هنا، إنما عمدوا إلى زيادة التجارة مع جميع جمهوريات آسيا الوسطى، فباتت أعلى بعدة مرات من الاستيراد والتصدير مع الولايات المتحدة. وفي بكين، يطالبون بإصرار بابتعاد هذه الدول عن الناتو، مقابل التعاون معها.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب