شعر وشعراء

تسائلني غيداء حسن إبراهيم حسن الأفندي

ألا إنــمـا لـــي غــايـة لـــي مـــأرب … ولــســت بــفــر أسـتـريـح وأطـــرب
ومــن لـم يـجب مـنا مـديحا هـجوته … لـيـطعم صـنـف الـمُرِّ صـعبا ويـشرب
فـــرب لِــعَـي جــئـت أنــزل سـاحـه … جـعـلـت لـــه فـيـنـا الـبـلـيغ أحـبـب
وقـــلــت مــقــالا لا يَــــرُدُّ لــصـوتـه … مـن الـناس مـن كـان الـقدير ويكتب
فـمـالـي أخــبـئ لـلـهـجاء وعـنـدنـا … مـفـاتـح مـــن شـعـر يُـبـكّي يُـعـذِّب
أســـوق بـــه فــحـلا لِـعِـنّـين فــاتـر … ويـلـطـم حـيـنـا أو يـبـاكـي ويــنـدب
تـسـائـلـني غــيــداء يـــوم وقـيـعـة … أتـهـجـو وأنـــت الـشـاعر الـمـتأدب؟
فـقـلت لـهـا خـلـي مـفـاتن حـكـمة … وخــلّـي لـشـعـري مـــاردا يـتـقـبب
وخـلّـي لـشعري لا أبـا لـك يـمتطي … حــزيــز مــكــان أو ضــروسـا يُــرتـب
وخـلّـي سـبـيلي لــو أردت سـلامـة … فــإنـي إلـــى شـــرٍ أمــيـل وأقــرب
مـتى لازمـت سـمعي الذبابة صوتها … طــنـيـن أبــــى إلا يـثـيـر ويـصـخـب
تقول وهل تهجو من الناس من وفى … وأنــــت وفـــي بـالـسـماحة تــعـرب
وأنـــت لــمـن قـــوم كـــأن إبـاءهـم … ثــبــات بــــه الــغـايـات لا تـتـذبـذب
تـرفّـعت عــن زلات مــن لـك عـاندوا … وكــنــت جــديــرا لا تـــردّ وتـنـسـب
ولـكـنما فــي الـنـفس بـعـض مـرارة … تــعــاود شــعــري تــــارة أو تـلـعـب
رمـيـنا بـمن لا تـستحي مـنه وجـنة … ولا احــمـرّ خـــدّانٌ إذا كـنـت أعـتـب
ومــلّـكـت الــدنـيـا أنــامــل كــاعـب … وفـي خـصرها دنيا من الحظ يكسب
يـقـولون قـلـب الـمـرء بـعض لـسانه … ولـكـنني فــي ذاك لا شـك أشـجب
فـكم من جميل القول يخفي لضغنه … وكـم مـن سليط اللفظ يصفو ويحدب
إذا مـــا الـمـنـايا نـاطـحـتك قـرونـهـا … وجــدت الــذي يـحنو عـليك ويـجذب
وكــم شـامـت صـادفـت مــرَّ فـعـاله … خـلـيط مــن الأجـنـاس عـينك تـرقب
وكــل امــرئ رهــن بـمـا كــان نـازلا … ولابــــدَّ مـــن أثـــر يُـضـيـم ويـلـهـب
ولات خــــروج مــــن رزايـــا تـصـيـبنا … وكـيف لـعمري مـن قـضائي أهرب
عـلى أن مـن تـقوى القلوب صلاحها … إزاء خـــصـــوم قــــــدَّر الله تُــغــلـب
فـمن لـي بـمن يـعفو ويـصفو فـؤاده … ويـصـفح عـني حـينما هـو يـغضب
لـكـم قـاومـت نـفسي مـقالة فـاجر … وفــي كـل فـعل صـالح جـئت أرغـب
فـيـا رب سـامـح إنـمـا جـئت ضـارعا … أنــــوء بــــأوزار لـجـسـمـي تـنـهـب
تــجـاوز إلــهـي عـــن قـبـيح ومـنـكر … وعـن مـا مـضى أو مـا يـعود ويُـرهَب
وبـاعـد عــن الـنيران لا صـادفت لـها … عــيــون حــبـيـب أو فـــؤاد مــهـذب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق