مقالات

القضيه الفلسطينيه والحريق العربي / بقلم نضال علي حسن

القضيه الفلسطينيه والحريق العربي
امتلىء المشهد العربي قبل الحريق العربي بالاحتقان..بسبب التراكمات السياسيه العفنه التي كانت تمارسها الانظمه العربيه تجاه الحياة الاجتماعيه لشعوبها وتخاذلها تجاه القضيه الفلسطينيه
فمنذ عام 1948 لم تتخذ الانظمه العربيه خطوة جديه وايجابيه تجاه القضيه الفلسطينيه بل
جعلت منها مبررا لذاتها لقمع اي حركة شعبيه نهضويه
واكتفت بالشعارات البراقه الخاليه من فحواها الحقيقي..وابقت على ديمومة الحديث نظريآ
عن الصراع العربي الاسرائيلي..
مجرد خطابات على المنابر وفي المحافل الدوليه..وان تخلل هذه المرحلهبعض التحركات العسكريه الخجوله والتي ادت الى الهزيمه والتراجع حيال الموقف من القضيه الفلسطينه مع العلم انها لم تتعدى كونها سيناريو مسرحي لتفريغ شحنة الاحتقان التي اصيب بها الشعب العربي
انقسم العرب قبل الحريق العربي الى محورين متناقضين بالشكل متفقين بالمضمون حيال القضيه الفلسطينيه وهو العمل على تمييعها
المحزر الاول :ويضم مصر والسعوديه وما لف لفيفهم من الدول الخليجيه
المحور الثاني:وهو مايسمى بمحور الممانعه والذي يضم سوريا وحزب الله وحماس ومن لف لفيفهم
وبقي الوضع يراوح مكانه دون ان يقدم اي من المحورين نظرة موضوعيه او تحرريه حيال القضيه بل زاد ذلك تشرذمآ بعد ان تم تقزيم النضال الفلسطيني من خلال تقسيم فلسطين الى فلسطينين الاولى فلسطين حماس وتدعمها دول المحور الثاني باعتباره محور مقاوم وفلسطين الثانيه مدعومه من محور الاعتدال
والسبب يعود في ذلك الى كون الدول العربيه بمحوريها خاضعه تحت السيطره الامريكيه وما هذه التسميه الا ادوار في مسرحية هزيله باتت مكشوفه بعد اندلاع الحريق العربي
وان كان يطفو على السطح الظاهري العداء لامريكا من جهة محور الممانعه المزعوم الا انه كما اسفلت دور في المسرحيه
الا ان هذا الواقع شكل حالة احتقان لدى الشارع العربي بعد ان اصبح الشارع مطلعآ على الكثير من الخفايا التي كانت تدور في الكواليس بسبب التطور التقني للمعلومات بسبب سرعة انتشار المعلومه والخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتطوره
وخلال هذه الفترة انحسرت السلطه بيد شخص جعل من ذاته البطل القومي والمنقذ للامه وساعده في ذلك النخب المزيفه من مثقفي الامه ورجالات الدين المنافقين
وعلى الصعيد الداخلي لم تقدم هذه الانظمه اي من المشاريع التمويه النهضويه لشعوبها بل عمدت الى كبتها وتجويعها وابقائها ضمن دائرة السمع والطاعه والاوليه لمحاربة اسرائيل
كل هذه العوامل وغيرها مما خفي وظهر اوجدت حالة من التململ في الشارع العربي الذي ساعده عليها الرؤيه الامريكيه لاعادة هيكلة الشرق الاوسط بشرق اوسط جديد من خلال
الرؤيه الامريكيه وهذا المشروع اطلقت طلقته الاولى وزيرة خارجية امريكا السابقه كونداليزا رايس في عام 2006 واعتبرت السبيل الى تحقيق المشروع تكون من خلال الفوضى الخلاقه التي تسمح برسم خارطة الشوق الاوسط الجديد
كانت البدايه من تونس ففي 17 ديسمبر من عام 2010 اقدم الشاب محمد بو عزيزي على احراق نفسه احتجاجآ على الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي في بلاده مما ادى الى نشوب الحريق الذي انتهى بالاطاحه بزين العابدين بن علي بتاريخ 14 يناير من عام 2011 وهروبه الى المملكة العربيه السعوديه
وكانت الشرارة الاولى للحريق العربي اذ انتقلت الشراره الى مصر في 25 يناير من العام 2011 والتي انتهت بتاريخ 11 فبراير من العام نفسه والتي اجبرت الرئيس المصري حسني مبارك الى التنحي عن السلطه ورفضه الهروب وأثر البقاء في مصر
وسرعان ماامتد الحريق الى ليبيا ليشتعل هناك بحرب بدات بتاريخ 17 فبرايرمن عام 2011 وينتهي الامر بمقتل العقيد معمر القذافي بتاريخ 20 اكتوبر من نفس العام الا ان الحرب لم تنتهي الى الان بل اشتد سعيرها واصبحت حربا من اجل الوصول الى السلطه واصبحت الجماعات الاسلاميه هي العامل الاساسي في زيادة الاشتعال..وقد انتهى المطاف بقتل القذافي بعد حكم دام 40 عاما منوهين الى فترة حكم حسني مبارك لمصر دامت 30 عاما وفترة استيلاء زين العابدين على السلطه استمرة 24 عامآ
بينما بدأ الحريق العربي في اليمن ضد حكم علي غبد الله صالح بدأ بتاريخ 27 يناير من عام 2011 وانتهى بتاريخ في 21 فبراير بتسليم السلطه لنائبه عبدربه منصور هادي بموجب وساطه ومبادره خليجيه الا ان الحريق مازال مشتعلا واشتد ضراوة الى يومنا هذا
كما هو الحال في ليبيا
ان كل ماسردناه كان عن حريق الم ببعض البلدان العربيه وادى الى ازاحة طاغيه واستبداله باخر او اخرون
ولكن الان سندخل في حريق بدأ بتاريخ 15 مارس 2011 ومازال مشتعلا الى يومنا هذا دون ان يحدث اي تغيير في النظام او راس الهرم
انه الحريق السوري الذي بدات شرارته الاولى من محافظة درعا الحدوديه المحاذيه للمملكه الاردنيه الهاشميه
بدأ الحريق بانتفاضه شعبيه ضد نظام حكم بشار الاسد الذي تولى السلطه بعد وفاة والده الذي استولى على الحكم في عام 1971 واستمر الى عام 1999 وفي عام 2000 وبعد وفاة حافظ الاسد تولى الحكم بعد ابنه بشار بعد ان تم تعديل دستور البلاد خلال 5 دقائق من قبل
مجلس الشعب ليصار الى اتاحة الفرصه لبشار الاسد بتولي الحكم وهنا ننوه الى ان من قام
بتعديل الدستور انذاك اكثرهم اليوم من المعارضه التي تطمح الى اسقاط نظام بشار الاسد…؟؟؟؟
وامتد اللهيب ليصل الى باقي محافظات سوريا
الا ان الحريق في سوريا لم يكن كامثاله في البلدان الاخرى ونتيجة للتحالفات التي كان يجري حافظ الاسد مع بعض الدول بغية تثبيت حكمه فقد وقفت ايران الى جانب النظام بكل ثقلها المادي واللوجستي والعسكري مستخدمة ذراعها في لبنان حزب وتطور الامر الى تدخلها بشكل فعلي وعلني في النزاع السوري وتوسعت رقعة الحرب وكان من اسباب هذا التوسع اضافة الى ماذكرته سابقآ عدم وجود نخب وطنيه صادقه بل هي شخصات من بقايا النظام التي رات في الحريق الذي حصل في البلدان العربيه فرصة لتحسين وضعها في المرحاة القادمه بعد سقوط النظام ناهيك عن ولائها لدول خارجيه ودابت على تنفيذ الدول الداعمه لها ولم تاخذ مصالح الشعب السوري بالحسبان
استغل النظام هذا الوضع المتردي للمعارضه فدس عددا من مؤيديه ضمن المعارضه لتمزيقها اكثر مما هي ممزقه واتباعه سياسة التجويع للشعب لافقادها الحاضنه الشعبيه ونجح في ذلك من خلال اقامته هدن مع بعض المناطق بالاضافه الى اجرائه هدن مع بعض الفصائل على حساب الفصائل الاخرى مما ادى ذلك الى ضياع النخب الصادقه اما بقتلها او اعتقالها او ابعادها عن الساحه بشكل مطلق
وازدادت مساحة الصراع بعد التدخل الروسي بالاتفاق مع اسرائيل منعا لسقوط النظام الذي بات محتما لولا التدخل الروسي وفشل ايران في قدرتها على حمايته
وتحول الصراع من حراك شعبي لاسقاط نظام مستبد الى صرع من قبل المعارضه بغية الوصول الى السلطه وبين نظام يعمل على التمسك بالسلطه وضاع الشعب بين حانا ومانا
واصبح اكثر 10ملايين مشردين خارج الوطن ومثاه نازح داخل الوطن
بالاضافه الى عدد القتلى الذي تجاوز 700 الف قتيل و300 واكثر معتقلين لدى جميع الجهات المتحاربه..اضف الى هذا كله تدمير مايقارب 90% من سوريا
وحتى هذا التاريخ م تلوح في الافق بوادر حل للحريق السوري بسبب التخاذل الدولي والنوايا السيئه لدى الاطراف المتحابه في الساحة
وتحولت الحرب في سوريا الى حرب عالميه بين روسيا وايران بشكل فعلي مقابل امريكا التي يخوضها بالوكالة عنها الفصائل المعارضه
لاشك ان الحريق السوري اوجد حالة من الارتكاب لدى الانظمه العربيه التي لم يطلها الحريق فاصبحت مرتكبه
فهي لم تعد قادرة على التخلي عن المعارضه والفصائل المسلحه التي دعمتها في البدايه وبين دعمها للنظام في السر وتجلى هذا الامر بعدم تقديمها الدعم الكافي لهذه الفصائل لاسقاط النظام في سوريا وان دعمها للنظام في السر بشكل مباشر او غير مباشر لم يكن حبآ في النظام وانما من باب الخوف من انتقال الحريق الى بلدانها فيما لو سقط النظام
وهنا علينا التنويه الى ان الحريق العربي انقسم الى قسمين
1-حريق عربي بنار بارده كما حصل في تونس ومصر
2- حريق ملتهب كما حصل في ليبيا واليمن وسوريا وهذا الاخير هو مااخاف الانظمه العربيه
لذلك نجد ان بعض الانظمه عمدت الى استخدام سياسة الامن الناعم تجاه وضعها الداخلي بشيء من التسامح واتغاضي تارة والحزم تارة اخرى بغية عدم تاليب الشارع عليها
وقد بدات ملامح الشرق الاوسط الجديد الجديد الذي نادت به وزيرة الخارجيه الامريكيه في 2006 تطفو على السطح بدأ من تقسيم العراق مرورا بسوريا والدور قادم الى اليمن والى ليبيا الكونفدراليه
ان الهدف الاساسي من وراء كل هذا هو ابعاد المناداة بالقضيه الفلسطينيه وازالتها من دائرة الاهتمام العربي ليصار الى دفنها واشغال الشعوب العربيه بمشاكلها الداخليه لتنعم اسرائيل بالرفاه والنين
في 8-7 -2016

مقالات ذات صلة

إغلاق