ثقافه وفكر حر

قصة كفاح مصريه الجزء الثالث

وروت دماء الملك سقننرع ارض مصر التى شهدت على بطولاته وتحديه لقوم همج دنسوا هذه الارض الطيبه. واسرعت مجموعه من الضباط المصريين وحملوا جتمانه الممزق بضربات الرعاه الغادره وحملوا معه التاج المزدوج الملقى بجانبه إلى خيمته. واحس المصريون اثناء القتال بحجم الفجيعه التى اصابتهم واشتعلت فى نفوسهم رغبه محمومه للثأر لمليكهم فانقضوا على العدو كانقضاض الاسد على فريسته وقتلوا من الرعاه الكثير ولكن وااسفاه لم تجدى شجاعتهم وبسالتهم أمام التفوق الكبير فى عدد عجلات الرعاه ولم يجدى استبسال العجلات المصريه فى القتال لقلة عددها فى مقابل العدد الكبير لعجلات الرعاه وبات تفوق الرعاه فى الميدان واضحا. واسدل الليل ستاره وانسحب الجيشان لمعسكرهما والتعب والإرهاق يعترى الجميع.
واستدعى القائد بيبى فور وصوله للمعسكر رغم تعبه الشديد كهنة امون المرافقين للجيش وامرهم بالقيام بالتحنيط السريع لجثمان الملك تمهيدا لنقله بسرعه إلى طيبه .
وجاءته الاخبار بانتصار الاسطول المصرى فى معركة النيل وهو الآن يحرق ويدمر ويطارد فلول سفن الرعاة.
واجتمع بيبى بقادة الجيش وقال لهم ان مصابنا كبير بفقد مليكنا سقننرع الذى ضحى بنفسه فى حرب التحرير وان جنودنا استبسلوا ورموا بانفسهم فى اتون معركه غير متوازنه فى العدد والعتاد وضحى الكثيرون منهم بانفسهم غير مبالين بالعدد الكبير لجيش الرعاه ولا لعجلاتهم التى يفوق عددها عدد عجلاتنا وبات النصر وشيكا للرعاه. واننى اقولها لكم صادقا انى عازم على البقاء فى ساحة المعركة لاقاتل حتى الموت اسوة بمليكى سقننرع الذى بذل روحه فداءا لمصر وانى واثق انكم جميعا تتطلعون لنفس المصير فليس بيننا متخاذل او جبان.
ولكنى لابد أولا ان اؤدى واجبى نحو جثمان الملك ونحو اسرته فاوصل الجثمان لطيبه واسلمه للكاهن الأكبر لامون حونى ليقوم بواجبه نحوه ولعمل مراسم الدفن .وان اخبر الاسره الملكيه بالحدث الجلل واحث ولى العهد ان يسارع بتحصين اسوار طيبه تحسبا لهجوم الرعاه الوشيك وساتى إليكم فى الصباح لاقاتل معكم القتال الاخير ونموت معا وفى يدنا السلاح.
وفرغ الكهنه من التحنيط السريع ولف جثمان الملك فى اكفانه ووضعوه فى التابوت الذى حمله عدد من الضباط ووضعوه فى عربه يجرها أربعة احصنه قويه ووضعوا سيفه فوق التابوت وبجانبه التاج المزدوج وركبوا احصنتهم حول العربه وبيبى ركب عجلته الحربيه أمام العربه وبداوا يتحركون سريعا إلى طيبه واخذ الركب ينهب الارض أمامهم نهبا لكى يصلوا فى اقصر وقت.
وعندما انتصف الليل لاحت فى الافق اسوار طيبه ومالبثوا بعد وقت قليل ان دخلوا المدينه من بوابتها الشماليه ثم دخلوا معبد امون الموجود فى الميدان الفسيح فخرج الكهنه سراعا وهم يتساءلون فيما بينهم ماسبب زيارة قائد الجيش فى هذا الوقت المتأخر من الليل وما الذى فى العربه فحياهم بيبى واستاذنهم فى مقابلة الكاهن الاكبر حونى على الفور .
ومالبث ان جاء حونى مسرعا وقال لبيبي ماوراءك ايها القائد؟ فقال له بيبى ايها الكاهن الاكبر لاوقت كثير لدى حدث امر جلل وعظيم قتل مليكنا العظيم سقننرع وهو يقاتل بشجاعه فى الميدان قتال الابطال وهاهو جثمانه فى العربه لتقوم بواجبك كاملا نحوه وعمل مراسم دفنه ومعه سيفه وتاجه المزدوج لتحفظهما عندك فى الأمانات الملكيه.
وحياه وانصرف ثم امر الضباط المرافقين للجثمان بحمل التابوت والسيف والتاج الى قدس الاقداس داخل المعبد ثم امرهم بالرجوع الى ميدان القتال وذهب هو سريعا للقصر الملكى وطلب مقابلة ولى العهد كامس وملكات مصر على الفور فاتوا سريعا وبادره كامس بالسؤال ماالذى أتى بك فى هذا الوقت المتأخر وتترك ميدان القتال ايها القائد لابد أن أمرا جلل وقع وجعلك تاتى الينا.
فرد بيبى وقال ايها الساده حضرت لانعى إليكم خبر موت مليكنا سقننرع وهو يقاتل ببساله وشجاعه فى الميدان وأرجو منكم الصبر والثبات. ولتعلم يامولاى ان كفة المعركه رجحت للرعاه لتفوق عجلاتهم فى العدد وعليكم جميعا أن تغادروا القصر إلى مزرعتى فى الجنوب لتحتموا فى بيتى تحسبا لزحف الرعاه إلى طيبه فأنتم امل مصر فى المستقبل وبقاء أسرة مليكنا على قيد الحياه معناه الأمل فى مواصلة الجهاد حتى النصر فى حرب التحرير. وعليك يامولاى ان ترسل تعزيزات للمدن التى سيمر بها الرعاه فى طريقهم لطيبه لمقاومتهم وايقاع الخسائر فى صفوفهم وان تسارع بتعزيز قوات أسوار طيبه الحصينه للدفاع عن المدينه وصد اى هجوم للرعاه.
فاجهشت الملكه احوتب بالبكاء لفقد زوجها ولكن تتى شيرى كانت متماسكه رغم تقطع قلبها لموت ابنها وردت على القائد وقالت لن نغادر قصر ابنى حتى لو متنا فيه كما مات هو ولن نستسلم وسنعيد الكره بعد تضميد جراحنا فى مصابنا ولن نتهاون فى تحرير مصر حتى آخر رجل . قال القائد كما تشاءون يامولاتى وقال لكامس تذكر يامولاى ان تجهز عددا كبيرا من العجلات ان اردت كسب المعركه القادمه.
وحيا القائد الأمير كامس وحيا ملكات مصر وتوجه إلى عجلته يسابق الزمن ليصل لميدان القتال بسرعه قبل الصباح.
ووصل بيبى وقابل ضباطه وقال لهم شعارنا من الان للنهايه هو النصر او ميتة سقننرع وتقابل الجيشان وهجم المصريون وهم يصيحون بصوت ارتجت له الجبال النصر او ميتة سقننرع وانقضوا على الرعاه بشجاعه ليس لها نظير وابلوا بلاءا حسنا وقتلوا منهم نفرا كثيرا ولكن عجلات الرعاه كانت تحصدهم حصدا وصمد بيبى وقاتل قتال الشجعان حتى قتل ومن معه من الضباط والجنود وكلهم ثبتوا لاخر رجل ولم يفر منهم احد وكانت الغلبه فى المعركه للرعاه ولكنهم دفعوا ثمنا باهظا من جندهم الذين قتلوا وعجلاتهم التى دمرت.
وفى النيل استبسل القائد أبانا ومن معه من الجند فى المعركه واغرقوا ودمروا معظم سفن الرعاه ولكن وصلته انباء هزيمة الجيش المصرى ومقتل الملك وفكر مليا فوجد ان الاسطول سيكون لقمه سهله لقوات الرعاه من البر والتى بدأت تناوشه وتطلق على سفنه السهام الناريه ولسفن الرعاة الهاربه التى ستنتهز الفرصه وترجع اليه وتنقض عليه فاثر هو وضباطه الاحتفاظ بقواته وما بقى من سفنه سليمه والانسحاب السريع إلى طيبه لحماية المدينه وعندما تحين الفرصه يعيد الكره على الرعاه فى المعركه القادمه.
وعلى الجانب الاخر اجتمع ابوفيس ملك الرعاه بقادته وكان رجل بدين ذو أنف وشفاه غليظتين وجهه احمر ولحيته طويله وقال لهم بصوته الجهورى اليوم سيكون عيد نصركم على من تجراوا علينا وظنوا انهم قادرون على مواجهتنا ونحن قوم شجاعه وحرب واقدام. نسوا ان أجدادنا اخذوا هذه الارض بالقوه واستعبدوا اهلها فاصبحنا نحن الساده نملك القصور والضياع وهم العبيد يعملون ويكدون لخدمتنا ونلقى اليهم بالفتات وهذه المعركه درس لهم ليعلم كل من تسول له نفسه بالخروج عن طاعتنا المصير الذى ينتظره من هزيمه وذل وانكسار. واخبركم انى فكرت مليا فى الزحف إلى طيبه ودك حصونهم واكون انا ملك مصر العليا والسفلى فماذا ترون؟
فبادر احد القاده بالرد عليه وكان اسمه خيان وهو الفارس الذى قتل سقننرع وكان ضخم البدن عريض المنكبين طويل اللحيه وقال مولاى ارى انه ليس من الحكمه ان نتقدم إلى طيبه لأننا خسرنا قرابة نصف جيشنا فى المعركه أضف لهذا ماقد نخسره فى الطريق من مقاومة حاميات المدن وهجمات الكماءن التى وضعها لنا المصريون فى الطريق وفى النهايه مواجهة أسوار طيبه المنيعه التى ستقضى على من بقى منا فارى يامولاى انه من الحكمه ان نؤجل الزحف الى طيبه لحين تعويض ماخسرناه فى الحرب .
فقال ابوفيس أحسنت الرأى ياخيان يامن قتلت هذا الذى تجرأ وتحدانى. ارى اننا كسبنا مايكفى من الارض للان كانت حدودنا قبل الحرب هى الدلتا فى الشمال والان حدودنا هى مدينة القوصيه فى مصر الوسطى وانا اعينك حاكما عليها ياخيان جزاءا لبطولتك واخلاصك. ولكنى لن يهدأ لى بال حتى اخضع الجنوب كله وادخل طيبه عقر دارهم منتصرا واكون ملك مصر العليا والسفلى .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق