ثقافه وفكر حر

كيف تجد أصدقاء يشبهونك

القاعدة تقول: (شبيه الشيء منجذب إليه)، و(الطيور على أشكالها تقع).. لهذا فهي محصلة حتمية لا تحتاج إلى تخطيط أو تدبير، هي غريزة إنسانية تفرض نفسها، بالطبع يحكمها شيء واحد فقط، أن تكون اجتماعياً وتخرج للعالم؛ فأنت لن تستطيع أن تكسب أصدقاء أصلاً، إذا لم تقحم نفسك في الحياة.. اخرج وامرح وشارك في نشاطات رياضية أو ثقافية أو فنية، في أي شيء يتوافق مع ميولك، وعندها ستصطدم بالكثيرين، وتشاهد الكثير من المواقف، وتشعر عندها بمَن هو المقرب، من هو الشريك، من هو الصديق المفضل، من هو الذي لديه نفس الاهتمامات.تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: إن الصداقة مدى الحياة تكون أعمق وأوسع، وتحتاج لجهد وعمل ضخم للحفاظ عليها، لكنها تعطيك في النهاية شعوراً بالسعادة والصحة أيضاً.

أصداقاء لهم نفس اهتماماتي

كن عطوفاً ورحيماً وصادقا

– افهم نفسك جيداً

كن شغوفاً في التعرف على نفسك.. لأن رحلة العثور على صديق حقيقي، لا شك تبدأ بالعثور على حقيقتك.. وكلما كنت واضحاً مع نفسك وقريباً منها، كان سهلاً عليك معرفة نوعية الأشخاص الذين ترتاح معهم.. وكذلك ستعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك.. وتدرك احتياجاتك جيداً، وبالتالي تعرف ما الذي تبحث عنه في الصديق الذي تريده.

– كن صريحاً واجعل أقوالك وأفعالك متطابقة مع ما بداخلك

بالطبع ستحتاج إلى المجاملة في أوقات، وستضطر إلى قول أو فعل أشياء لا تؤمن بها بسبب خوفك من ظلم أو بسبب إحراج وما شابه.. لكن احرص على ألا يكون ذلك طبعك، وبالتالي تكون كل علاقاتك قائمة على الزيف والكذب.. فيحبك الناس لسبب صفات ليست فيك من الأساس، أو يكرهونك لنفس السبب.. ولذا من الجيد أن تُعبّر عما في داخلك؛ حتى وإن كان غريباً، أو سيجعل البعض يحكمون عليك حكماً سيئاً، لكن لا بأس؛ لأن ذلك سيبعد عنك الأشخاص الذين يريدونك بشروط معينة حسب أهوائهم، وفي نفس الوقت سيزداد في دائرتك الأشخاص الذين يشبهونك ويؤمنون بأفكار ومعتقدات متقاربة معك، أو على الأقل أشخاص يتقبلون الاختلاف من دون إصدار أحكام، وهذا أمر في غاية الأهمية لعلاقة صداقة مريحة وداعمة لك.

– كن واضحاً في مفهومك عن الصداقة:

إذا كنت تبحث عن أصدقاء حقيقيين؛ فمن المهم جداً أن تسأل نفسك: ما هو مفهومك عن الصداقة، وتجعل هذا الأمر واضحاً تماماً بالنسبة إليك.. لأنه بناءً على تصوراتنا للأمور، نستطيع الحكم على الأشياء، وكلما كان تصورنا أوضح، كانت عملية تقدير الأمر أسهل وأدق.

– اندمج في مجتمعات متنوعة، وتعرف إلى أشخاص جدد باستمرار

من المؤكد أن بقاءك طوال حياتك في نفس المجتمع الذي وُلدت فيه، لن يعطيك فرصة التعرف على أشخاص جدد.. وبالتالي ربما لن تقابل الصديق الذي تبحث عنه.

التعرف على أشخاص مختلفين عنا وذوي خلفيات متنوعة، يجعلنا نتعرف على أنفسنا أكثر، ونتعرض لمواقف وظروف متنوعة تعزز من شخصيتنا وتصقل تجربتنا في الحياة، وبالتالي فإن صداقاتنا تصبح أعمق.

– لا تنشغل بعمرك كثيراً

لا تجعل من عمرك عائقاً لك.. كن منفتحاً لمصادقة شخص أكبر منك بكثير أو أصغر منك بكثير، وثِق بأن كل إنسان له تجربة في الحياة، يمكنها أن تُثري تجربتك.. المهم أن يتوافق معك وتتناغما.. ربما حتى تشعر بغربة مع أشخاص في سنك.. ربما أنت بعمر الستين، ولكن قلبك لايزال في طور شبابه.. وربما أنت في العشرين ولكن تمتلك الحكمة.. لذا، لا تحكم على أحد بعمره، وكن منفتحاً دائماً لكل الاحتمالات.

– احرص على تطوير نفسك باستمرار

القبول بالاختلافات

التوقف عن النمو الفكري والتطور المستمر، يجعل منك شخصاً جامداً لا فائدة ترجى من مصاحبته.. وهو كذلك يضفي روح الملل على أيّة علاقة.. لأنه من المؤكد أن يَمَلّ أيُّ أحد منك إذا كنت تتحدث دائماً في نفس المواضيع أو تواجهك نفس المشاكل، وبالتالي ينفر منك الأشخاص الجيدون، ويبقي حولك أشخاص مملون.

اقرأ دائماً وافعل كل ما تجده مفيداً في إثراء فكرك ومعتقداتك.. لأن ذلك يَزيد من فرصتك في مصاحبة أشخاص مثقفين أكثر، ولديهم الوعي الكافي لإثرائك وتبادل المنفعة.

– لا تكن دائم الأخذ والرد في علاقتك بأصدقائك

في أيّة علاقة، التوازن هو مفتاح الحل.. لو أنك دائم العطاء لا تحب الأخذ بسبب الإحراج أو شعورك الدائم بعدم الحاجة؛ لأن ذلك يجعل أصدقاءك معرضين لاستغلالك، سواء بوعي منهم أم لا.. وأيضاً سيرسّخ صورة عنك في ذهنهم، أنك لا تستحق منهم أن يعطوك.. وبالطبع الصداقة الحقيقية تقوم على الأخذ والعطاء المتوازنين.

ولا أقصد الأخذ والعطاء في الأمور المادية فقط.. بل أقصد الأمور المادية والمعنوية.. بمعنى أنه يجب أن يتبادل الأصدقاء الهدايا، وأن يستمعوا لبعضهم البعض، ويتبادلوا الدعم والنصح.. وهكذا.

– تعرف إلى صديقك باستمرار وعرفه على نفسك

كونكما أصدقاء منذ عدة سنين، لا يعني أنكما تعرفان بعضكما جيداً.. بل يجب أن يستمر الحديث بينكما دوماً؛ لأن الإنسان يتغير باستمرار، ويغيّر معتقداته وخاصة في زمننا؛ حيث أصبحت البيانات كثيرة جداً، وبالتالي فإن معدل تغيير أفكارنا أصبح أسرع.. ولذا، احرص على فتح الأحاديث مع أصدقائك، واعرف آخر أخبارهم، وأطلعهم على آخر أخبارك.. ومن الجيد جداً أن تتقابلا كلما سنحت لكما الفرصة؛ ليزداد بينكما الود والألفة.

– كن عطوفاً ورحيماً وصادقا

ففي هذه الحالة مثلاً، تتطور معك الصداقات الجيدة؛ لأنك شخص طيب، وباعتبارك رفيقاً مهتماً ومحباً، ستنمّي صداقاتك بالرحمة والحنان والصدق في المواقف الصعبة.

– القبول بالاختلافات

وبصفتنا بشراً؛ فإننا نحاول أن نجد من يشبهوننا تماماً؛ لتعزيز هويتنا.. ولكن تخلق الفروق بيننا تجارب جديدة، تساعدنا على تطوير مَن هم أمثالنا، ومَن هم على خلافنا، وتعلمنا الرحمة تجاه بعضنا بعضاً.. ومِن الضروري القبول باختلافات الصديق، وأن نتعلم كيف نحب الأصدقاء كما هم.

– التكيف مع التغيرات

بمرور الوقت، يطرأ عليك أنت وأصدقائك بعضُ التغيير، وربما تتغير اهتماماتك أو نمط حياتك.. وعلى افتراض أن ذلك للأفضل؛ فإن الأصدقاء الحقيقيين لمدى الحياة، يتكيفون مع التغيير المستمر ويتقبلون المستجدات.

 

المصدر ؛ سيدتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق