مقالات

قراءة …. أين نحن مما يخططون ؟ وأين نحن مما يمهدون ؟ وأين نحن مما يتآمرون ؟ فلسطين تهود أين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟

الاعلامي خليل حمد

في الوقت الذي تشنّ فيه حكومة العدو الفاشيّة حربا  ضد المقدسات الفلسطينيّة في إطار استهداف هوية المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس الشريف، زعمت حكومة بن غافير نتنياهو ، أن سياستها التوجيهية الرئيسية ستكون أن “للشعب اليهودي حق حصري لا جدال فيه في جميع مناطق أرض إسرائيل”، مدعية أنّها ستروج وتطور المستوطنات في جميع أنحاء أرض الجليل والنقب والجولان والضفة الغربية حيث استخدمت أسماءً عبريّة للمناطق الفلسطينيّة العربية.

من جديد ماتفتقت عنه الذهنية الارهابية لحكومة  نتنياهوالفاشستية … حكومة القتل والارهاب باعطائها الضوء الاخضر للارهابي الوزير إيتمار بن غفير، أحد أتباع وتلاميذ الإرهابيين كاهانا حي وباروخ غولد شتاين مجرم مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل، يدنس المسجد الأقصى المبارك ، مدشِّناً حقبة جديدة من التهديد والوعيد والتهويد والتوسع الاستيطاني والإرهاب والهمجية والوحشية الصهيونية، تنفذها حكومة نتنياهو ، المتجذرة في العنصرية والنازية الجديدة والشوفينية البغيضة والإرهاب المستمر.

ما قام به الارهابي بن غفير ليس تصرفاً شخصياً لمستوطن عنصري، متطرف دينياً  يحرض على تغيير الأوضاع في المسجد الأقصى والقدس، بل هو تصرف وزير في حكومة، وقام بعمله باسمها بعد موافقة رئيسها، وهي حكومة أنتجتَها ومنحتها الثقة أكثرية في الوكر الصهيوني  المسمى الكنيست  ، وهذا يشير بوضوح إلى هُوية الأكثرية التي انتخبتها، وتشكلت تلك الحكومة من أحزاب يمينية ـ دينية ـ مجرمة متعطشة لسفك الدم الفلسطيني ،الذي كان بازارا في دعايتها الانتخابية  وهذا ما نشاهده يوميا من جرائم بحق شعبنا وممتلكاته ومقدساته  , تحالفت بناءً على اتفاقيات موقعة مستمدة من عقيدتها وأهدافها السياسية.. ومن ثم فهو تصرف حكومة أعلنت برنامجَها الاستيطاني التوسعي الخطير الذي يشمل تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتهويد القدس، والتوسع الاستيطاني الشامل في الضفة الغربية والنقب والجليل والجولان السوري المُحتَل.. وقد أكد نتنياهو رئيس هذه الحكومة، في خطابه أمام الكنيست بعد نيل الثقة، نهجَها العدواني وبرنامجها وسياستها التي تستهدف الفلسطينيين ومقدساتهم وأرضهم وممتلكاتهم وحقوقهم ووجودهم.
إن ما قامت به حكومة نتنياهو الارهابية  من تدنيس  للمسجد الأقصى المبارك ليس اقتحاماً  استفزازياً وانتهاكاً لحرمة المسجد الأقصى، ومساً بمشاعر شعبنا الفلسطيني فقط ، بل هو إعلان وإعلام لهم خاصة، وللعرب والمسلمين عامة، بأن مرحلة الحسم الصهيونية الأخطر قد بدأت، فحكومة نتنياهو الشوفينية لن تبقي من فلسطين وتاريخها وهويتها وثقافة شعبها ومقدساته وتاريخه شيئاً إلَّا وتهوِّده فالكل لها.. فوق الارض وتحت الارض ,  وعلينا جميعا ان نفهم من خطاب نتنياهو بعد أن نالت حكومته ثقة الكنيست، أن “إسرائيل” ستجلب الدول العربية واحدة بعد الأخرى إلى الاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، ولن تبقى دولة عربية تناصر الفلسطينيين , أو تستطيع أن تقدم لهم عوناً أو أملاً، وما عليهم إلا أن يستسلموا وإلّا..؟!
تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَب ….. فالتحدي المُعلن ليس للفلسطينيين فقط بل للعرب والمسلمين، والنذير بخطر محدق وشر مستطير.. ونتنياهو يعي جيداً أنه يذهب إلى أبعد مما يسبب انفجاراً أكبر بكثير من ذلك الذي أحدثه تدنيس الارهابي  شارون للمسجد الأقصى المبارك وكلف الكثير من الدماء، لكن له حساباته، فهو يفعل ذلك بتخطيط مدروس يرمي إلى جعل الفلسطينيين يستسلمون لأن قوات الاحتلال ستبطش بهم من دون رحمة، والأوضاع والمتغيرات التي حدثت في بلدان عربية جعلت بعضها شبه مشلولة تعيش أزمات وانقسامات وصراعات دموية تمنعها من مناصرة الشعب الفلسطيني وبعضها يعطي ظهره للشعب والقضية.. هذا إضافة إلى الدعم الغربي المطلق للعدو الصهيوني , وانصراف اهتمام الدول والرأي العام والهيئات الدولية للاهتمام بالحرب الروسية ـ الأوكرايينية وتفاعلاتها.

فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُم  وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلُبُ
نتنياهو ازداد غطرسة وعجرفة وتطاولاً بعد مساندة ترامب وإدارته له في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وما عُرف بصفقة القرن, وفي تطويع دول عربية وجعلها تعترف بـ “إسرائيل” وتطبِّع العلاقات معها.. فأظهر جنوحاً سياسياً، وغَطرسة ووقاحة غير مسبوقة منذ اليوم الأول لحكومته الجديدة  ، فوصف قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أحالت بموجبه موضوع الاحتلال الصهيوني لفلسطين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره إلى المحكمة العليا في لاهاي لبيان رأيها بذلك، وصفه بأنه قرار حقير، وأن قرار المحكمة العليا لن يلزم دولته بشيء لأنها ليست دولة احتلال في وطنها”؟!..على حد زعمه .

نعم قال: “في وطنها؟!؟”، ولم يعلق عليه أحد تصريح في غاية الخطورة مر مرور الكرام …كان  يعني فلسطين  التاريخية العربية. من بحرها الى نهرها ؟! فنتنياهو المتجاهل للتاريخ، والبارع في الكذب والتزوير والتلفيق  كان يرمي لاختراع تاريخ حسب مقاسه . نتنياهو العجيب هذا ومَن هم على شاكلته، يدعي أن فلسطين وطنه وليست وطن الفلسطينيين التاريخي؟!”.

هكذا.. يصبح لصهاينة الخزر تاريخ في فلسطين، وتصبح القدس مسرى رسول الله –  صلى الله عليه وسلم  عاصمتهم، وأنهم ليسو محتلين في وطنهم”؟! ويصبح الفلسطينيون  غوييم أي غرباء بلا وطن ولا تاريخ، وتصبح فلسطين الكنعانية ـ العربية  وطناً قومياً لليهود بموجب وعد بلفور، ثم كيان بتواطؤ استعماري ودولي ودعم غربي غير محدود.؟!
فأين نحن مما يخططون ؟ وأين نحن مما يمهدون ؟ وأين نحن مما يتآمرون ؟ أين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟
فلسطين هي الوطن التاريخي للشعب العربي الفلسطيني  .. وما هي إلَّا أرض محتلة وستعود لشعبها وأمتها العربية مهما امتد التآمر واشتد، وطال الزمن وغَلَت التضحيات.
إن ما تعرَّضَ ويتعرض له شعبنا الفلسطيني هو مخطط إبادة منظَّم، ومُعتَّم عليه، وسياسة صهيونية مُعْتَمَدة ثابتة تتعاقب على تنفيذها الحكومات في كيان الإرهاب , ويستهدف شعبنا الفلسطيني مادياً ومعنوياً، جسدياً وروحياً، هوية وعقيدة  , وثقافة وحضارة ووجوداً… ففي كل يوم شهداء وجرحى ومعتقلون وملاحقون، وسجناء تغص بهم السجون، ومداهمة للبيوت، وترويع للأطفال والنساء، واستيلاء على الأرض والممتلكات ، وهدم للبيوت , وتدنيس للمقدسات والمقابر، وعبث بالأرواح ..
فليعلم القاصي والداني ان شعبنا العربي الفلسطيني لا وطن له سوى وطنه التاريخي فلسطين.. من  بحرها الى نهرها , وما فلسطين إلَّا أرض عربية محتلة وقضية أمة وأجيالها المتعاقبة ، ولن تتحرر إلا بالمقاومة , وليس بقرارات من هيئات ومؤسسات ومحاكم دولية , أو من بيانات شجب واستنكار عف عليها الزمن .
والله غالب على امره .
—————-

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق