مكتبة الأدب العربي و العالمي

{{أمُّكَ ثُمَّ أمُّكَ ثُمَّ أمُّكْ}}

شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح مهداة ٌ ليومِ الأُمِّ الفلسطينيه

{{أمُّكَ ثُمَّ أمُّكَ ثُمَّ أمُّكْ}}
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
مهداة ٌ ليومِ الأُمِّ الفلسطينيه
———————————-
أَوْصى
بأُمِّكَ
ثُمّ أُمِّكَ
ثُمّ أُمِّكَ
بعْدها يَأْتِي أبوكَ ،وَمَنْ تشاءْ

أوصَى بذلكَ أحمدٌ
خيرُ الأنامِ،،وخيْرُ
خَيْرِالأنبياءْ

صلُّوا عَلَيْهِ وسلِّموا
صُبْحاً وظُهْراً ثُمَّ
عصْراً والمساءْ

وَاللهُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ أوْصاكَ
منْ فوْقِ السماءْ

فالأُمُّ أغلى مَنْ عرَفْتَ
مِنَ النساءْ

والأُمَُ أوّلَ مَنْ رأَيْتَ
وقد كَبِرْتَ بَبَطْنِها
ولِتِسْعةٍ جملَتْكَ في
ذاكَ الفَضاءْ

فالبطنُ قد كانَ الإناءْ

وبهِ تعيشُ كنُطْفةٍ وكمُضْغةٍ
حَتَّى يتمَّ الإسْتِواءْ

هيَ عالَمٌ، مِنْهَا أتَيْتَ
فكانَتِ المَدَدَ الذي لا
ينْتهي لَكَ والرجاءْ

هِيَ واحدٌ لو شُفْتَها
لكنَّها إثْنانِ،شخصٌ ظاهرٌ
للعابرينَ وأنتَ تَسْكُنُ في الخَفاءْ

حَمَلَتْكَ وَهْناً بعْدَ وهْنٍ
وقتَها قد كُنتَ أَنْتَ وكنتِ
أنْتِ ،وكنْتما،،لا شيءَ
بينَ الأقْوياءْ

لَوْلا الأُمومةُ كنتما ذَرّاً
وفي دُنْيَا الهَباءْ

قد كنتما علَقاً تعَلّقَ بالغِشاءْ

غَذّتْكما مِنْ بطْنها
فتقاسَمَتْ معكَ الغذاءْ
وتقاسمَتْ معكِ الغذاءْ

أعْطَتْكَ أو أعْطَتْكِ
مِنْ دمِها الدِماءْ

أعْطتْكما حَتّى الهواءْ

والبطْنُ قد كانَ الغِطاءْ

بثلاثِ أغْشِيَةٍ حمتْكَ برَحْمها
فاعْظِمْ بِمَنْ خَلَقَ الغِشاءْ

لَوْلاهُ كُنْتُمْ عشتُما في بطنها
ما بيْنَ حرٍّ أو شتاءْ

ولَكنْتُما أسرى لِأهْوالِ العَراءْ

وبِحَبْلها السُرِّيُّ كُنْتَ مُعَلّقاً
وكذاكَ أنْتِ على السواءْ

عانَتْ لِأجْلِكَ أو لأجْلِكِ تسْعةً
لو تعْرِفا حجْمَ العَناءْ

وخَرَجْتَ مَنْ جوْفٍ لها
وكذاكَ قد كانَ القضاءْ

هِيَ سنّةُ الرَّحْمَنِ في
حَمْلِ النساءْ

فرِضِعْتَ ما شاءَ الإلهُ
مِنَ الثِداءْ

ومُجَدّداً قاسَمْتَها أَنْتَ الغذاءْ

مِنْ مَطْبَخٍ في صدْرِها
وَاللَّهُ يعْلمُ سِرّهُ،ذاكَ الحليبُ
لِتَشْبَعا،وبِقُدْرةِ الرّحْمَنِ جاءْ

وَاللهُ قَالَ عَنِ الحليبِ بأَنّهُ
يأتي نقِيّاً خالصاً
مِنْ بيْنِ فرْثٍ أو دماءْ

سبْحانهُ مِنْ قادرٍ،يُعْطي
ويفْعَلُ ما يشاءْ

كانتْ تُمَضِّي ليلَها
مُنْ دونِ نوْمٍ كي تنامَا
في هَناءْ

فبياضُ عينِكَ مِنْ حليبِ نُهودِها،
وسوادُ عينكـِ ليْلُ أُمِّكَ،
جَنْبَ مَهْدِكَ،والعَناءْ

فإذا فَرِحْتَ سمِعْتَ
مِنْ فمِها الغِناءْ

وإذا حزِنْتَ ترى
بعينيها البكاءْ

وإذا مرِضْتَ فإنَّ
لمْسَتها الدواءْ

بسَماتُها فيها الشِفاءْ

وكَبِرْتَ أكْثرَ وهْيَ تُعْطيكَ
الطعامَ كما الكساءْ

وكذاكَ تُعْطيكَ الشرابَ
وحينَ تُوعَكُ فالحِساءْ

كانتْ تُنَظِّفُ كُلّ وقْتٍ
ما يَكُونُ مِنَ القذارةِ
والخَراءْ

حَتّى كبِرْتَ وصِرْتَ في سِنِّ
اليفاعةِ والشبابِ
فَهَلْ تَرُدُّ لها الجميلَ
بكُلِّ ألوانِ الثَناءْ؟

أمْ يعْتريكَ جُحودها
فتكونَ ضمنَ الأشقياءْ؟

يا ويْلَ مُنْكر فضْلها
والجاحدينَ لكلِّ أنواعِ الوَفاءْ

سُبْحانَ مَنْ وهَبَ الضَواري
والوحوشَ حنانَها نحوْ الوَليدِ
فتَحْمِهِ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ وَاعْتِداءْ

ولهُ تُوَفِّرُ ما يُقِيتُ مِنَ الغِذاءْ

إِنْ كانَ وحْشُ الغابِ ذَلِكَ حالهُ
لا أدْرِ كيفَ يُبَرِّرُ الإنْسانُ نحْوَ الأُمِّ
إِنْ وقَعَ الجَفاءْ

يا قاطعَ الأرحامِ هلْ وحْشُ الفَلا
للرَحٍمِ أوصَلَ منْكَ،أرْأَفَ منكَ
،هلْ ذاكَ الذكاءُ أمِ الجُحودُ
أمِ الجهالةُ والغباءْ؟

ما دوْرُ عْقْلِكَ،هلْ تعَطَّلَ ،؟
والمشاعرُ أصبَحَتْ أيضاً خَواءْ؟

إِنْ كُنتَ تبغي أنْ تعيشَ مُخَلّداً
في جَنّةٍ بعدَ المماتِ ،
فتحتَها أقدامها ما تَبْتَغي
قَبْلَ المشارقِ والمغاربِ والسماءْ

فاصْنْعْ لها كصَنيعها
واخْفِضْ لها أنتَ الجناحَ تذَلُّلاً
واحْنو عليها مِثْلَ طفلٍ في المَشيبِ،
وَلا تَقُلْ أُفٍّ لها ،تلقى مِنَ
الأُمِّ المحبّةَ والرضاءْ

إيّاكَ أنْ تُلْقي بها في مَلْجأٍ
وَاطْلُبْ بكُلِّ دقيقةٍ منها الدُعاءْ

لا خَيْرَ في ولَدٍ لِراحةِ زَوْجهِ
أو بِالأَصحِّ مِزاجها
إلْقاءَ مَنْ حملتْهُ أو ربَّتْهُ
يوْماً، مِثْلَ سِرْوالٍ
عتيقٍ في الخَلاءْ

فَيَكُونُ للأُمِّ الحنونةِ
كم أساءْ؟

فإذا عقَقْتَ الوالدَيْنِ
فسوْفَ تَلقى مِنْ بَنيكَ
المثلَ يا عَدْلَ الجَزاءْ

فَاعْظِمْ بِمَنْ أوصى
بِتَقْديمِ العنايةِ حينَ تلْزمُها
على ،حَتّى الشهادةَ
في سَبِيلِ اللَّهِ
في سَاحِ الفِداءْ

واعْظِمْ بِدِينِ مُحَمَّدٍ ذاكَ الذي
أعْلَى الأُمومةَ للسماءْ

حَتّى بِيَوْمِ البَعْثِ تُدعى
بِاسْمِ أُمِّكَ للحسابِ وللقضاءْ

لو قِيلَ تحْتَ حِذائها الفِرْدَوْسُ
قبَّلْتُ الحذاءْ

فغَرائزُالمخْلوقِ كالإنْسانِ
والحيَوانِ والأطيارِتَدْفَعُهُ لِحُبَّ الأُمِّ ،
كيْفَ إذا أُضِيفَتْ جنّةُ الرَّحْمَنِ للإنسانِ
جائزةً،فيا نِعْمَ الثوابِ كما الجزاء

فالأصْلُ أُمُّكَ لا مِراءْ

والأُمُّ مفتاحُ السعادةِ فَانْتَهِزْ
بحياتِها غَرْفَ الحنانِ لِلارْتِواءْ

فالأُمُّ يعْرفها البعيدُ كما القريبُ
بعالَمٍ فِيهِ البغاءْ

كم مِنْ وليدٍ في بلادِ الغربِ
حَتَّى عندنا،نسبوهُ مغلوطاً
لآباءٍ وَلَيْسَ لَهُ بهمْ صلةٌ
ولا أيّ انتماءْ

والأُمُّ في بَلَدي ،تُناولُ فِلْذَةَ الكَبِدِالحجارةَ
للتصدِّي،أو تُعِدُّ الجُنْدَ للمَيْدانِ،
ثمَّ تُواجِهُ الأعداءَ في سَاحِ الإباءْ

بالأمسِ قد دهَسَتْ أماني ما اسْتطاعَتْ
وهيَ أُمٌّ،مِثْلَ ريمٍ مِثْلَ فاطمةٍ ومرْيمَ مِثْلَ
مَنْ أعْدَدْنَ للميدانِ أحمدَ أو جواداً أو عماداً
أو هديلاً أو مَراماً أو كفاحاً أو علاءً أو بهاءْ

وحنانُنا،تلكَ التي،نقَشَتْ على خَدِّ السَّمَاءِ
مكانةً لبلادها،وطنُ الفِداءْ

والعِلْمُ كان سلاحها،صارَتْ سفيرةَ
مَوْطِنٍ ،هُوَ تَوْأمٌ والكِبْرياءْ

كم مِنْ نساءٍ أُمّْهاتٍ ماجِداتٍ عندَنا
لبّيْنَ للوطنِ النِداءْ

فالأُمُّ في بلدي تُزَيِّنها البسالةَ والحياءْ

هِيَ ورْدةٌ في بيتها،هِيَ نسمةٌ تشفي العليلَ
وإنَّها في ساحةِ المَيْدانِ أهْلٌ للّقاءْ

لولا النساءُ الباسقاتُ لَمَا رأيْناها
دلالاً أو هديلاً أو وفاءْ

والأُمُّ في بلدي،تصُدُّ الخصْمَ إِنْ هَربَ
العقيدُ أوِ العميدُ أوِ الفريقُ ،بما توَفّرَ
باليَدَيْنِ أوِ الحِذاءْ

يا وَيْلَ أنْظمةٍ بِشرْقِ القَحْطِ غادَرَها الحياءْ

تَرَكتْ ميادينَ القتالِ لِزُغْبِنا وصِغارِنا
والماجِداتِ مِنَ النساءْ

وعدُوُّنا،لاقوهُ بالترحيبِ بعدَ الإنْحناءْ

تبَّاً لَكُمْ مِنْ أدْعِياءْ

خُطَبٌ يُبَعْثرُها الهواءْ

وإذا سأَلْتَ عَنِ السَخاءِ فلا سخاءْ

تلكَ اللحى بوُجوهِكمْ مثل الحذاءْ

أَنْتُمْ وصهيونٌ سَواءْ

يا ويْلكمْ بزَمانكمْ عمَّ البلاءْ

ما بالُكمْ؟هل أخّرَ الجيشُ الضبابَ
أمِ العواصفَ والشتاء؟

مِنْ أرضِنا عبَرَ النبيُّ إلى السماءْ

وبِأرْضنا بُعِثَ ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ غادَرَ للسماءْ

هذي بلادٌ تَوْأمٌ هِيَ والفداءْ

تبّاً لأغْرابٍ غُزاةٍ أغْرقوها بالدماءْ

وسُراةُ أُمَّتِنا لها نصبوا العداءْ

هُمْ في الحقيقةِ شَرُّ داءْ

سيظلُّ شعبي رافِعاً
شُهداءَهُ مِثْلَ اللواءْ

سيَظلُّ شعبي صامداً ومُقاتِلاً
في جَيْشهِ الأحرارُ ،مِنْهنَّ النساءْ

أَنْتُمْ وصهيونٌ سواءْ

هذي بلادٌ سيَّجَ الشهداءُ
كُلَّ حُدودها بالكِبْرياءْ

أُمٌّ تُودِّعُ فِلْذَةَ الكَبِدِ
الشهيدةَ بالغناءْ

أخرى تَزُفُّ عَرِيسها
وتقولُ ماذا أبْتَغي لشَهيدنا
إِلَّا جِناناً عرْضُها عرْض السماءْ

أخرى تزُفُّ شهيدةً مِنْ وجْهها
لو غابَ بدْرُ الليلِ ينْبعثُ الضياءْ

أكْبِرْ بأُمٍّ جَهَّزَتْهُ وَأرْسَلَتْهُ بِنَفْسِها
وعَليْهِ قَالَتْ للجميعِ
على الشهيدِ ترَحّموا
وعليْهِ لا أبْغي البكاءْ

مِنْ نصفِ قرْنٍ قد هجرْتُ بلادَنا
وترَكْتُ أُمَّاً مِثْلَ طُهْرِ الأنبياءْ

يا ليتَها بَقِيَتْ معي حَتّى المماتِ
لِينتهي هذا الشقاءْ

لأَرُدَّ كُلَّ جميلها
وأنالَ منها بعدَ
خالقِنا الرضاءْ

وأفوزَ بالفرْدَوْسِ بعدَ رضائها
واظلَّ فيها خالداً ومُكَرَّماً
دار البَقاءْ،،
————————–
شعر:عاطف ابو بكر/ابوفرح
في يوم الأُمِّ الفلسطينية،،،
٣/٢١،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق