مقالات

* يقينٌ مُنقِذ!! * رؤية 8-9-10* * هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية – * السلسلة مكونة من إثنَتَيْ عشرَة مقالة. عنوان السلسلة: “أنوار اليقين: بين رحلة التوحيد والإيمان، في زمن*

التحديات" * عنوان المقالة: "نداءٌ من جوف الحوت، ومن غياهب الظلمات" (8)

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

حين تضيقُ الحياة بالعبد وتُغلقُ في وجهه الأبواب، وتستحيل الأسباب، وتُسحبُ من بين يديه الطمأنينة، يبقى باب واحد لا يُغلق أبدًا: باب الله، وهناك في بطن الحوت، حيث لا بشر ولا ضياء، انبعث النداء الخاشع الصادق: ﴿فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ﴾ (الأنبياء: 87).
لم يكن هذا النداء مجرد تضرع، بل كان خلاصة يقين وإيمان وتوحيد؛ نداءً تجاوز طبقات البحر والخلق ليصل إلى عرش الرحمن، إن نداء يونس عليه السلام في جوف الحوت، هو مدرسة متكاملة في العقيدة والتسليم لله، في التوكل والخضوع، في الاعتراف بالذنب، وفي الإقرار بألوهية الله وتنزيهه.
* غياهب الظلمات… حيث يبدأ الإيمان الحقيقي
“الظلمات” التي ذكرها القرآن لم تكن ظلمة واحدة: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت. ثلاث ظلمات اجتمعت، لكنها لم تحجب الدعاء، ولم تمنع الرحمة، وكذلك فإن هذه الظلمات ترمز أيضًا إلى الشدائد التي تحيط بالمؤمن في هذا الزمان: ظلمات الفتن، ظلمات الشهوات، وظلمات الشبهات.
وفي مثل هذه اللحظات تتجلى حقيقة الإيمان فالمؤمن لا يقيس القرب من الله بكثرة النّعم، بل بحالة القلب حين يضيق كل شيء، فإذا كان قلبك في الظلمة يهتف “لا إله إلا أنت”، فقد بلغت مقامًا لا يبلغه إلا الصادقون.
* سر النجاة في التوحيد
تأمل كيف جاءت النجاة: ﴿فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْغَمِّ﴾ (الأنبياء: 88)، لم يطلب يونس عليه السلام النجاة مباشرة، بل لجأ إلى باب التوحيد والتنزيه والاعتراف بالتقصير، وهنا تكمن عظمة هذا الدعاء، الذي وصفه النبي ﷺ بأنه دعوة لا يردها الله: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له” (رواه الترمذي (3505) وقال: حديث حسن).
إنها صيغة منجية لأنها تجمع أعظم معاني الإيمان: التوحيد الخالص، التنزيه، الإقرار بالذنب، والقلوب حين تغرق في هذه المعاني، تنجو ولو كانت في أقصى دركات الألم.
* نداء لكل من في جوف ابتلاء
نحن أيضًا في زمان تمتلئ فيه الغياهب: الحروب، الظلم، الانحرافات الفكرية، الإلحاد، تيه الروح، وقد يجد الإنسان نفسه في “بطن الحوت” الخاص به: غربة، فشل، اكتئاب، ذنب، أو قيد لا يراه الناس لكنه يعصر قلبه، وهنا، يكون درس يونس عليه السلام دواءً سماويًا.
لا تحتاج أن تشرح لله حالك، بل يكفي أن تقولها من أعماقك: “لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين”، ليس فيها طلب، لكنها تحمل كل شيء: التوحيد، الرجاء، التوبة، والحب، ومن تخلّق بها، نجا.
* بين لحظة النداء وساعة الفرج
ليست كل استجابة آنية، فبين الدعاء والاستجابة مساحة اسمها “التمحيص”، هناك تُختبر قلوب العابدين: هل تثبت أم تجزع؟ هل تصبر أم تتذمر؟ إن الظلمات لم تكن لعنةً على يونس عليه السلام، بل كانت عليه من النّعم العظيمة، إذ فيها استخرج الله من قلب نبيّه أنقى صوت، وأصفى يقين، وأعمق خضوع، وفي هذه المساحة، يُصنع الرجال، فحين تُسحب منك الأسباب، وتُختبر في قلبك، ولا يبقى لك إلا الله، تعرف أنك على مشارف النجاة، لأنك عدت إلى الأصل: “لا إله إلا الله”.
* مدرسة للأنبياء والمؤمنين
ما مرّ به يونس عليه السلام لم يكن فريدًا من نوعه، بل هو جزء من سنن الله في تربية أوليائه، فسيّدنا موسى عليه السلام طُرد من مصر، وعاش سنين في مَديَن قبل أن يعود نبيًا، ويوسف عليه السلام سُجن ظلمًا، قبل أن يُمكّنه الله في الأرض، ومحمد ﷺ أُوذي وطُرد وكُذّب قبل أن تشرق شمسه على البشرية.
كلهم مروا بـ”غياهب” خاصة، خرجوا منها وهم أصلب، وأقرب إلى الله، فافهم هذا القانون الإلهي: الابتلاء ليس عثرة في الطريق، بل جزء من طريق النجاة والتمكين.
* إجعل دعاء يونس زادك الدائم
يا من تقرأ هذا، اجعل من دعاء يونس وردًا دائمًا لك، لا تقرأه فقط حين تشتد المحن، بل عش مع كلماته كل يوم، رددها وأنت تمشي، وأنت تسجد، وأنت تدمع، وأنت تضحك. فهي ذكرى للمذنب، وطمأنينة للمهموم، وشفاء للمجروح، ويقين للمُنتظر. “لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين”…
فيها تعرف من أنت، ومن هو الله، وفيها يُغسل القلب من علل الكِبر والغفلة.
* خاتمة: مدرسة الظلمات
يا قارئ هذا المقال، لا تخشَ الظلمات، بل حوّلها إلى محرابٍ للدعاء، ومختبرٍ لليقين، ومصنعٍ للعبودية، من هناك تبدأ الأنوار، وتنبعث أشعة الإيمان.
واذكر دائمًا قول الحق بعد أن ذكر دعاء يونس:
﴿وَكَذَٰلِكَ نُنجِى ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الأنبياء: 88)، أي كما نجيناه، نُنجّي كل من دعا بإخلاص وتوسل بيقين.. ولكم مني التحية والسلام.
* عنوان مقالة الغد إن شاء الله: “اليقين يهزم العدد: يوم غلبت الفئة القليلة الكثيرة ”
* اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، والبصيرة في كل عمل، ووفّق أمتنا، وامنح شعبنا الأمن والسلام.

* مقالة رقم: (1987)
* 14. ذو الحجة. 1446 هـ
* ألثلاثاء. 10.06.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

* نصرُ اليقينٌ!
* رؤية 9
* هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية –
* السلسلة مكونة من إثنَتَيْ عشرَة مقالة.
عنوان السلسلة: “أنوار اليقين: بين رحلة التوحيد والإيمان، في زمن التحديات”

* عنوان المقالة: “اليقين يهزم العدد: يوم غلبت الفئة القليلة الكثيرة” (9)
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

في ميدان الصراع بين الحق والباطل، لا يكون النصر دومًا حليفَ العدد والعُدّة، بل حليفَ من امتلأ قلبه يقينًا بربّه، هكذا علمنا القرآن، وهكذا سارت قوافل المؤمنين في دروب التضحية والبذل، يواجهون الكثرة الجارفة، لا بميزان الأرض، بل بميزان السماء: ميزان اليقين.
قال الله تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 249)، آية تختصر فلسفة النصر في الإسلام، وتزرع في قلب كل مؤمن بذرته الأولى: النصر لا يرتبط بعدد الجند، بل بعدد الذين صدقوا وعد الله، وثبتوا على طريقه.
* يوم الفرقان.. حين انتصر اليقين
في غزوة بدر، كان المسلمون ثلاثمئة وبضعة عشر، يواجهون جيشًا يفوقهم عددًا وعدّة بثلاثة أضعاف، ومع ذلك نزل الوعد الحق: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ﴾ (آل عمران: 123)، فكان النصر يومئذٍ لليقين، لا للسيوف، إذ خرجوا لا يطلبون قتالًا، ولكن خرجوا استجابةً لله، وقلوبهم معلقة به، غير متعلقةٍ بعدد ولا سلاح، إنها معركة رسمت معادلة إيمانية خالدة:
قلوب موقنة + نية خالصة + صبر وثبات = نصر من الله.
* يقين طالوت.. والتصفية الربانية
حين سار طالوت بجيشه، نزلت سنّة التصفية: ﴿فَشَرِبُوا۟ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًۭا مِّنْهُمْ﴾ (البقرة: 249)، ثم تخلّف من ضعف، وبقيت فئة قليلة قالت: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً﴾، هذه ليست مجرد عبارة تشجيعية، بل صرخة يقين في زمن الضعف والخوف، وهنا تصنع اللحظة الفارقة، حين يتحوّل الإنسان من مستسلمٍ للأرقام إلى مستسلمٍ للرب القادر على تغيير المعادلة كلها.
* دعاء القلوب الموقنة.. سلاح لا يُهزم
حين يشتد الخطب، وتضيق الأسباب، لا يبقى للمؤمن إلا باب السماء، وهناك، حيث الدعاء الخارج من قلب موقن، تُعقد انتصارات لا تراها الأعين، لكنها تغيّر مجرى الأحداث، قال الله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ (الأنفال: 9)، إنها استجابة لجماعة قليلة، رفعت أكفها بيقين، فكانت النتيجة أن مدّهم الله بألفٍ من الملائكة مردفين، إنه وعدٌ لمن وثق، لا لمن شكّ، وسلاح من أيقن، لا من تردد.
* أصحاب الأخدود.. قلة ثبتت فصنعت النصر المعنوي
في مشهد آخر، يصوّر لنا القرآن كيف كانت قلة مؤمنة أمام جبروت الطغاة، يُحرقون في الأخدود، لكنّ يقينهم لم يتزحزح، قال الله تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا۟ مِنْهُمْ إِلَّآ أَن يُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ﴾ (البروج: 8)، لم يُكتب لهم نصر في الدنيا، لكن ثبت يقينهم، وسُجّل نصرهم عند الله، وخلّدهم القرآن ليكونوا منارات للثابتين.
* في زمن التحديات.. هل نثق بالله أم نعدّ خصومنا؟
اليوم، ونحن في زمان تكاثرت فيه التحديات، وتعددت أشكال المواجهة، من إعلامٍ جارف إلى طغيانٍ سياسي، نحتاج أن نعيد ترتيب أولوياتنا:
هل نُحصي عدد الأعداء؟ أم نُحصي نعم الله؟
هل نخشى الكثرة؟ أم نوقن أن الله معنا إن كُنّا معه؟
قال ﷺ: “واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا” (رواه الترمذي وصححه الألباني).
* خاتمة: معادلة النصر تبدأ من القلب
ليس في الإسلام إغفال للسنن الكونية، ولا دعوة إلى تجاهل الإعداد، لكن الأصل أن يكون الاعتماد على الله لا على الأسباب، ولذلك قال الله لنبيه في بدر: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ﴾ (الأنفال: 17).
فكل رمية موقنة، ولو من فئة قليلة، قد تهزم الجيوش، متى ما حملها القلب بثقة في وعد الله… ولكم مني التحية والسلام.
* عنوان مقالة الغد إن شاء الله: “ريحٌ عاتية وجند لا يُرى: نصر الله فوق الحسابات ”

* اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، والبصيرة في كل عمل، ووفّق أمتنا، وامنح شعبنا الأمن والسلام.

* مقالة رقم: (1988)
* 15. ذو الحجة. 1446 هـ
* ألأربعاء. 11.06.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

——————-

* نصرٌ غيْبي!
* رؤية 10
* هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية –
* السلسلة مكونة من إثنَتَيْ عشرَة مقالة.
عنوان السلسلة: “أنوار اليقين: بين رحلة التوحيد والإيمان، في زمن التحديات”

* عنوان المقالة: “ريحٌ عاتية وجند لا يُرى: نصر الله فوق الحسابات” (10)
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

حين تعجز المُعادلات
في زمنٍ تُقاس فيه الأمور بموازين الأرض، وتُحسب النتائج وفق معادلات القوة والعدد، يبرز في مشهد التاريخ عاملٌ لا يخضع لحسابات البشر: نصر الله، نصرٌ يأتي أحيانًا من حيث لا يُحتسب، ويُهدى لأقوامٍ لا يملكون إلا صدق التوكل، وشدة الارتباط، وعظيم الثقة بوعد الله.
ليست هذه أحاديث تسلية، بل شهادات التاريخ والقرآن، ففي كل أزمة، يُثبت الله لعباده المؤمنين أن ما عنده لا يُنال بقوة العدد، بل بقوة الإيمان.
* الأحزاب: حين تكالبت القبائل أُرسِلت الريح وجند لا يُرى
لكن الموقف الأعظم، والدلالة الأبلغ، جاءت في غزوة الأحزاب. لم تكن مجرد معركة، بل كانت لحظة فاصلة في تاريخ الأمة.
اجتمعت عشرة آلاف من قريش وغطفان وبني قريظة، لتحاصر المدينة، المسلمون قلة، محاصرون داخل الخندق، يتناوبون على الطعام النادر، والبرد القارس، والخوف الزاحف، حتى قال الله تعالى عن الموقف:
﴿إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ ٱلظُّنُونَا﴾ (الأحزاب: 10)، في هذا المشهد، ظهر المنافقون يقولون: “ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا” (الأحزاب:12)
وظهر أهل الإيمان يقولون: ﴿هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُه﴾ (الأحزاب: 22)، ثم جاء النصر، لا من السيوف، بل من ريحٍ عاتية وجند لا يُرى: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا﴾ (الأحزاب: 9)، ففرّ الجمع، وانكسر الحصار، دون أن تُراق قطرة دم في ساحة قتال، كان الجندي هو الريح، والعدو هو الرعب، والنصر من فوق سبع سماوات.
* حين يُغلِق الواقع أبوابه
كم مرة في حياة الأمم والمجتمعات يُغلِق الواقع كل أبوابه؟ حين تتكالب قوى الشر، وتتوحّد مصالح الطغاة، وتُسدّ في وجوه المظلومين سبل الخلاص؟
هنا فقط، يتدخل الربّ عز وجل ليخرق القوانين، ويبدّل الموازين، لا ليُدهش المؤمنين، بل ليُربّيهم، ليُعلّمهم أن النصر الحقيقي لا يُشترى بالقاذفت والطائرات والدبابات، بل يُمنح لمن باع قلبه لله، قال تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ (المدثر: 31)، جنود لا تُحصى: ريح، ومطر، وخوف، وهزات في النفوس، وهمس في القلوب، وإلهام في القرار.
* نصر الله لا يأتي تحت الطلب، بل بعد الاستحقاق
قد يقول قائل: أين نصر الله اليوم؟
والجواب ليس في السماء، بل فينا، نصر الله لا يُستجلب بـ”الدعاء وحده”، بل بـ”الصفاء”، وبأن تكون أمة تستحق النصر، لا أمة تستجديه وهي غارقة في الذنوب والتشتت والتبعية. قال تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ (محمد: 7)، فهذه معادلة النصر الرباني: أن تنصر الله في قلبك، وفي بيتك، وفي أمتك، فينصرك في ميادين الحياة وساحات الكرامة.
* دروس من رحم العواصف
– الريح العاتية قد تكون عقوبة أو نجدة، حسب نية أصحابها.
– الجند الخفيّ لا يعني الغيب المجرد فقط، بل قد يكون فكرة تُبعث في قلب طاغية فتُربكه، أو رُعبًا يسري في جسد ظالم فيشلّ قراره.
– المؤمن الذي يرى خلف الحدث يد الله، هو الوحيد الذي لا يُصاب باليأس، ولا يتعلّق بغير الله، ولا يختنق تحت ضغط المعطيات الأرضية.
* خاتمة: ثق بربك.. فليس للسماء عجز
في زمنٍ تتلاعب فيه القوى الكبرى بمصائر الشعوب، لا بد أن يتربّى جيلٌ جديدٌ على عقيدة:
– أن الله فوق كل الحسابات،
– أن نصره يأتي في الوقت الذي يراه هو، لا الذي نراه نحن
– أنه إذا أراد شيئًا، هيّأ له من جنوده ما لا يخطر على قلب بشر، قال تعالى: ﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ (النساء: 45)
فهل نُعدّ أنفسنا لتلك اللحظة؟
هل نُنقّي صفوفنا وننهض بأماناتنا؟
الريح تهبّ.. فهل قلوبنا في اتجاه القِبلة؟.. الجواب عند كل واحد فينا، أليس كذلك؟.. ولكم مني التحية والسلام.

* عنوان مقالة الغد إن شاء الله: “ماء زمزم وركض هاجر: يقين امرأة فجر أمة ”

* اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، والبصيرة في كل عمل، ووفّق أمتنا، وامنح شعبنا الأمن والسلام.

* مقالة رقم: (1989)
* 16. ذو الحجة. 1446 هـ
* ألخميس. 12.06.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق