الرئيسيةشعر وشعراء
تحليل قصيدة (لماذا أنتِ مأساتي) لشاعر الأمة محمد ثابت بقلم الشاعر طه فخري ٠

في هذه القصيدة يستخدم شاعرنا المبدع شاعر الأمة محمد ثابت بحر البسيط الذي يحتاج إلى نفس شعري قوي ليناسب جو القصيدة الدرامي ،فعندما تكون المشاعر جياشة فهي تحتاج لبحر شعري متعدد التفاعيل ،ليناسب التدفق الشعري بداخل الشاعر،فهو يبدأ القصيدة باستفهام استنكاري:
السهم سهمك والمأساة مأساتي!
ماذا سأكتب عن جرحي وأناتي؟
لاتسأليني فما للشعر فائدة!
الشعر أصغر من أدني جراحاتي
فهو رسمها ملاكا في شعره فكيف تحولت لشيطان في لحظة؟،فهو يطلب منها أن لا تركب سفنه في البحر،فهو يرفض الحب من كفيها .
دمي بكفيك كالشلال قاتلتي
وسوف تأتيك عند النوم صرخاتي
ماذا عن الحب يا من كنت ملهمتي؟
قد كنت ذنبا جميلا في ضلالاتي
فهي سوف تبقي ذنبا جميلا لا تغفره الأيام والليالي. وفي آخر القصيدة يختمها الشاعر خير ختام فيقول:
يبقي وفائي كشمس الله ساطعة
وأنت تبقين صفرا في سجلاتي
فهي بدونه لن تكون انثي ولن تكون بدونه فراشة تتنقل فوق ورود الشعر
فالشاعر هو الذي يصنع الربيع ،وبدونه قلمه وشعره سوف تبقي صفرا كبيرا في سجلات الحب.
—-
بقلم الشاعر الكبير طه فخري
شاعر العاصمة الفرعونية
——–
.. لِمَـاذَا أَنـْتِ مَـأْسَـاتِي ؟!/ لشاعر الأمة محمد ثابت
————–
السَّهْـمُ سَهْمُكِ وَالمَـأْسَـاةُ مَـأْسَـاتِي
مَـاذَا سََـأَكْـتُبُ عَـن جُـرْحِي وَأَنـَّاتِي ؟!
الـيَـوْمَ أَكْـتُبُ عَـن دَمْعِي وَأَوْرِدَتـِي
نـَهْـرُ الكَـآبـَةِ يـَجْـرِي فِي دُجَـى ذَاتِي
لاَ تـَسْـأَلِينِي فَمَـا لِلشِّعْـرِ فـَائِـدَةٌ
الشِّعْـرُ أَصْغَـرُ مِـن أَدْنـَى جِـرَاحَـاتِي
مَـاتَ السُّـؤالُ عَلَى أَشْـلاَءِ مُفْـرَدَتِي
وَأَطْفَـأَت مِـن رِيـَاحِ الحُـزْنِ مِشْكَـاتِي
لاَ تـَسْـأَلِينِي فَـإِنَّ السَّـيْفَ مُنْـغَـرِسٌ
فِي عُمْـقِ صَـدْرِي فَـتَبْكِي مِنْـهُ دَمْعَـاتِي
مَـن قَـالَ أَنَّ بـُحُـورَ الشِّعْـرِ تـُنْقِـذُنِي
مَـاتَ الخَلِيـلُ وَلَـفَّ الحُـزْنُ لَـوْحَـاتِي
وَكَسَّـرْت عَـرَبـَاتُ الـيَـأْسِ أَجْنِحَتِي
وَأَشْعَـلَ الـدَّهْـرُ نـِيـرَانـَاً بِـرِيشَـاتِي
لـَقَـد رَسَمْـتُكِ فِي شِعْـرِي مَـلاَئِكَـةً
فَكَـيْفَ أَصْبَحْتِ شَـيْطَـانـَاً بِجَـنَّـاتِي ؟!
الـيَـوْمَ أَكْفُـرُ بِالحُـبِّ الَّذِي عَصَفَتْ
رِيـحُ الشَّمَـالِ بـِهِ عَصْفَـاً بِشَمْعَـاتِي !!
سَـقَت رِيـَاحُ الهَـوَى قـَلْبِي وَأَوْرِدَتـِي
فـَاسْتَـنْفَـرَ الشَّـوْقُ يـَسْـرِي فِي مَجَـرَّاتِي
لاَ تـَرْكَبِي سُفُـنِي فِي البَحْـرِ مَعْـذِرَةً
سَأَرْفـُضُ الحُبَّ مِـن كَـفَّـيْكِ مَـوْلاَتِي
أَرْجُـوكِ لاَ تـَرْقـُصِي فِي بـَحْـرِ أَخْـيلَتِي
لَـن تـَسْكُنِي مَـرَّةً أُخْـرَى خَيَـالاَتِي
بـِأَحْـرُفِي أَنـْتِ قَـد أَصْبَحْتِ سَـيِّـدَةً
وَلَـن تـَعُـودِي نـُجُـومَـاً فِي مَـدَارَاتِي
سَـيَـرْفـُضُ الشِّعْـرُ أَن تـَبْقَى بِمَعْبَـدِهِ
أُنـْثَى كَـأَفْـعَى تـَبُـثُّ السُّـمَّ لِلآتِ
مَكَـانـُكِ الآنَ فِي الأَوْحَـالِ خَـائِـنَتِي
هَـل يـَطْـلُعُ الشَّـوْقُ فِي آفـَاقِ رَوْضَـاتِي
رِوَايـَةُ الغَـدْرِ قَـد أَتـْقَـنْتِ مَسْـرَحَهَـا
عَـلَـيْكِ يـَبْـصُقُ جُمْهُـورِي بِصَـالاَتِي
مَجْـنُـونُ لَـيْلَى يـَغَـارُ الـيَـوْمَ مِـن وَلَهِي
لَـمَّـا كَـتَـبْتِ بـِعَـيْـنَـيْـكِ انـْكِسَـارَاتِي
أَنـْتِ الَّتِي قَـد ذَبـَحْـتِ الشِّعْـرَ فِي وَرَقِي
وَقـَد قصت بـَعْـدَ كُـلِّ الحُبِّ مَـرْسَـاتِي
دَمِي بـِكَـفَّـيْكِ كَالشَّـلاَّلِ قـَاتـِلَتِي
وَسَـوْفَ تـَأْتـِيـكِ عِنْـدَ الـنَّوْمِ صَـرْخَـاتِي
لاَ أَطْـفَـأَ اللهُ شَمْـسَ الحُبِّ مِـن جَسَـدِي
وَلاَ أَنـَاخَت رِيـَاحَ الهَجْـرِ ِفِي ذَاتِي
مَـاذَا عَـنِ الحُبِّ يـَا مَـن كُـنْتِ مُلْهِمَتِي
قَـد كُـنْتِ ذَنـْبَـاً جَمِيـلاً فِي ضَـلاَلاَتِي
يـَبْقَى وَفـَائِي كَشَمْسِ اللهِ سَـاطِعَـةً
وَأَنـْتِ تـَبْقِـينَ صفْـرَاً فِي سِجِـلاَّتِي
يـَا مَـن كَـتَـبْتُ إِلَـيْهَـا فِي مُخَـيَّلَتِي
يـَبْقَـى السُّـؤالُ …؛لِمَـاذَا أَنـْتِ مَـأسَـاتِي ؟!
—
قصيدة لشاعر الأمة محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر
مؤسس نادي أدب قصر ثقافة البدرشين