مقالات

المسرح الجماهيري بين المطرقة والسندان

محمد عبد الرؤوف

إن المركز الجماهيري في أم الفحم كان ولا زال صرحا ثقافيا كبيرا ، يقدم خدماته بكل أمانة وإخلاص لجميع فِئات المجتمع الفحماوي ، على جميع أطيافهم .
من الواضح أنه في الآونة الأخيرة ، وخاصة بعد افتتاح مسرح وسينماتك أم الفحم ، نسمع بين الوقت والآخر تصريحات مهينة ، تهين الجمهور الفحماوي ، ويتم تكفير هذا الجمهور .
وهنالك من يريد تحجيم عمل المركز ، ووضعه تحت المجهر ، وأن يتحكم بالجمهور الفحماوي ، والفعاليات التي تقام فيه .
كما أن هنالك فِئات استغلت هذا الوضع لتروج لنفسها . لذا رأيت أنه من الصواب أن أكتب ما يلي ؛
1- أنا متأكد أن من يوجهون النقد لفعاليات مسرح وسينماتك – أم الفحم ، إنما يصنعون الأحكام ، زورا .
فحري بهم ، وهم يتحدثون عن صرح ثقافي كبير ، أن يتواجدوا في الفعاليات ، لكي لا توقعهم أقوالهم في انتهاك أعراض الناس ، وهذا ما هم ينهون عنه بأنفسهم .
2- لقد تواجدت في فعاليات كثيرة ، عرضت بمسرح وسينماتك أم الفحم . وهناك التقيت بجمهور محترم ، مكون من عائلات ، وأفراد ، جاؤوا بهدف المشاهدة ، وزيادة الوعي لديهم .
3- يجب أن يعلم الجميع ؛ أن الفن والمسرح الفلسطيني ، هو فن ملتزم ، ووطني ، وقد أباح الشيخ القرضاوي هذا النوع من الفن ، والذي يخدم القضية الفلسطينية .
4- إن النقاش الذي يدور بالمواقع والبرامج الإجتماعية الافتراضية ؛ من أفراد ومجموعات ، أصبح يتسم بالعنف الشديد ، مما يزيد من العنف ، والفتنة .
5- إن التدخل في فعاليات المركز الجماهيري ، لم يأتِ بمحض الصدفة ، ويبدو أن هنالك فِئة تريد السيطرة على كل ما يدور في هذا البلد .
6- يجب أن يلزم كل شخص حدوده ، ويقوم بواجبه في مكانه . ولا ينعت الآخرين بصفات ، لا تؤدي إلّا لاستشراس العنف في بلدنا ، ونحن بغنى عن ذلك ، لأن الأصوات التي ترتفع ، وتهدد ، وتتوعد ، هي نفسها الأصوات التي يجب أن تقود سكان بلدنا إلى بر الأمان .
7 – لقد أصدر الحزب الشيوعي منشورا ، وبدأه بتأييد فعاليات مسرح وسينماتك أم الفحم ، إلا أنه هاجم الأئمة في أن الفحم ، ومن ثم خلطوا الحابل بالنابل ، وتطرقوا لتزييفات تاريخية ضد الإخوان المسلمين – ونحن هنا لسنا بصدد هذا الموضوع .
وكلامهم بحق الأئمة مرفوض ، لأن أئمة أم الفحم لهم قيمتهم الدينية والإجتماعية ، ولهم احترامهم الخاص .
8 – أود هنا التنويه ؛ أن على الجميع دراسة ما يقولون وما يُصدرون من أحكام ، أن تكون خطواتهم تؤدي إلى لم شمل البيت الفحماوي الواحد .
وأن لا يستغل المركز الجماهيري بفعالياته ، كركيزة للوصول إلى مناصب .
9 – وأنا أشهد أن القائمين على فعاليات المركز الجماهيري ، لديهم الوعي الكافي ، ويتميزون بأخلاق كبيرة ، ويحافظون على هذه الأخلاق كل الوقت ، وهم حريصون كل الحرص على تجميع وتوحيد المجتمع الفحماوي برمته .
10 – من هذا المنطلق ، أوجه هذا النداء لجميع أبناء هذا البلد الشامخ ، أن تحكموا عقولكم ، ورقيكم .
أريد أن أنوه على طريقة التعامل مع الأمور ، وطريقة توجيه الأمور .
من أقوال الله العلي العظيم ، وبعد بسم الله الرحمن ، قوله ؛
“وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)
ولسان القوم هي ليس لغتهم فحسب ، بل هي عاداتهم ، وتقاليدهم ، وأعرافهم ، ورموزهم ، وكل ما يحيط بهم من حياة .
وبما أننا نعيش بفترة عصيبة من الزمان ، يستشرس فيها العنف بجميع أشكاله ، لذا من الحكمة ، أن نخاطب بعضنا بعض بلغة الاحترام ، ولنكن معا على الصراط المستقيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق