مقالات

في طمرة، لم تكن صافرات الإنذار كافية لإنقاذ عائلة رزان الخطيب من الموت القادم

في طمرة، لم تكن صافرات الإنذار كافية لإنقاذ عائلة رزان الخطيب من الموت القادم لحظات معدودة، كانت كافية لتحوّل بيتهم إلى ركام، وتحرمها من والدتها وشقيقتيها وقريبتها. وبين الأنقاض، اختارت رزان أن تكتب، لتُبقي الذكرى حيّة، وتبوح بما لم تقله الصرخات.

تحكي رزان الخطيب، الناجية من القصف الصاروخي الذي استهدف منزلها في مدينة طمرة، قصة الفقد بدموع الحبر. البيت الذي كان يحتضن الضحكات والأحلام، أصبح شاهدًا على مأساة لن تنساها.

نجت رزان جسديًا بعد خروجها من الغرفة المحصّنة، لكنها خرجت بروح منهكة، مكسورة. وبعد ساعات من الصمت والذهول، لجأت إلى وسيلتها الوحيدة للتنفيس: الكتابة. في منشور مؤلم عبر حسابها، نعت رزان والدتها وشقيقتيها بكلمات تخترق القلب.

“ولا بحياتي توقعت يجي يوم واكتب هيك بوست”، كتبت رزان، مستذكرة والدتها التي وصفتها بأنها “القلب الطيب… الي دايمًا تعطي وتضحي عشان تشوفني مبسوطة”. أما شقيقتها شذى، فكانت “أمها الثانية”، صاحبة الحلم الكبير بأن تصل لما هو أبعد من المحاماة، والتي آمنت دومًا أن حدودها السماء.

عن الصغيرة حلا، كتبت رزان بحنان موجع: “حلا الحنونة… حلا الصغيرة وراح تضل صغيرة كل حياتها، حلا طير من طيور الجنة”.

ختمت رزان كلماتها بمرارة الرحيل ولحظة الانكسار: “رحتو يا حبيباتي وراحت أحلامنا مع بعض… بلحظات ثواني معدودة… شهيدات بإذن الله… لقائنا بالجنة يكون أحلى”.

المنشور، الذي تداوله الآلاف، لم يكن مجرد رثاء؛ بل كان صرخة حب ووجع من فتاة خسرت عالمها في لحظة، وبقيت تحضنه بالكلمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق