اخبار العالم العربي

الجزائر: أساتذة غاضبون يحتجون أمام وزارة التعليم العالي بعد مقتل أحد المعلمين على يد طالبين

الجزائر – : نظم أمس الخميس العشرات من الأساتذة الجامعيين في الجزائر وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعاصمة احتجاجا على تنامي العنف في الجامعة، خاصة بعد حادثة مقتل الأستاذ الجامعي بشير سرحان قروي قبل أيام على يد طالبين جامعيين، وهو الأمر الذي شكل صدمة بالنسبة إلى الأسرة الجامعية، والطبقة المثقفة عموما.
وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي في العاصمة، في أعقاب الوقفات التي نظمت في عشرات الجامعات عبر كامل التراب الوطني، تنديداً بالجريمة البشعة التي تعرض لها الاستاذ بشير حسان قروي قبل بضعة أيام، والذي قتل بعد أن ضرب بمطرقة على الرأس من طرف طالبين جامعيين، في جريمة لم يكشف عن لغزها بعد، في ظل تضارب الروايات، بين من يعتبر أن الجريمة ارتكبت بسبب رفض الاستاذ إضافة نقاط إلى الطالبين، وبين من يقول إن الطالبين أقدما على الجريمة لأسباب شخصية.
ورفع الأساتذة الذين وقفوا أمام مقر وزارة التعليم العالي لافتات وشعارات منددة بالوضع داخل الجامعات، ونددوا بالعنف والبلطجة اللذين أصبحا سائدين، إما بتواطؤ صامت من الإدارة أو بتشجيع منها في بعض الأحيان، مؤكدين أن استمرار الوضع على ما هو عليه أصبح غير ممكن، مادام الاساتذة يتعرض بشكل شبه يومي لكل أشكال العنف اللفظي والجسدي.
ولم تحاول قوات الأمن التي كانت حاضرة بأعداد قليلة منع الأساتذة من تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية، فيما لم يستقبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، أياً من المحتجين، وبحسب ما قيل لهم فإن الوزير كان في زيارة عمل إلى مدينة تيبازة.
وقال الدكتور أحمد شاطر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر إنه أصبح يشعر بالخوف عندما يكون في مدرج الجامعة أو قاعة التدريس، فالوضع أضحى ملغماً أكثر من أي وقت مضى، والأستاذ يخرج من بيته صباحا من دون أن يكون متأكداً أنه سيعود في المساء، وهذا أخطر ما يمكن أن يتعرض له الأستاذ الجامعي، وهذه الوقفة دليل على عدم الإحساس بالأمن، وكلما أحس الأستاذ بالأمن كلما أثبت أنه العقل المدبر بالنسبة للمجتمع.
واعتبر زبير عروس الأستاذ في جامعة الجزائر أن هذه وقفة ضمير، ليست للتنديد، وإنما للفت الانتباه للحالة التي تعيشها الجامعة الجزائرية، مشيراً إلى أن قتل الاستاذ قروي هو فعل فجر موجة من السخط الداخلي بشأن الوضع الذي تعيشه الجامعة، وأن العنف أصبح حالة معممة في الجامعة، سواء كان جسديا أو لفظيا، وأن جريمة القتل التي وقعت إشارة خطيرة لما يمكن أن تؤول إليه أحوال الجامعة، وأنه من الضروري التوقف عن التبرير، والبحث عما إذا كان الطالبين يدرسان في الجامعة التي كان يدرس فيها الاستاذ الضحية، فهي تبريرات غير صائبة، وأنه من الضروري النظر بعين متبصرة وعقل مستنير للنظر إلى حال الجامعة، وأن وقفة الضمير هذه مفرضة، لأن الضمير أضحى مدمرا في هذا البلد.
جدير بالذكر أن حالات الاعتداء على الأساتذة أصبحت تتكرر باستمرار داخل الجامعات، فمنذ بضعة أسابيع تعرض أساتذة جامعيون كانوا يعقدون اجتماعا بغرض تأسيس نقابة إلى اعتداء من طرف طلبة بلطجيين، قيل أن الإدارة كانت متواطئة معهم، ورغم احتجاج الأساتذة وتنظيمهم وقفة مماثلة، إلا أن السلطات لم تحرك ساكناً، ولم تعلن عن أي إجراءات عقابية تجاه من تورطوا في الاعتداء على الأساتذة.

المصدر : القدس العربي

مقالات ذات صلة

إغلاق