مكتبة الأدب العربي و العالمي

عمتي_الشريرة

عن صفحة مرفت الحسيني

 

لم اكن اعرف يوماً سبب كره والدتي لعمتي …كانت عمتي سيدة لطيفة جدا وكانت تحبنا هذا ما كنت أشعر به …. أما أمي فكانت دائماً لا تسمح لنا بالاقتراب منها …. أذكر أني كنت في الرابعة من عمري و عمتي غير متزوجة وعمرها على ما اعتقد ربما في الثاني والعشرين لا اعرف …كنا في أول أيام العيد….دخلت عمتي تريد أن تسلم على أمي عاملتها الأخرى بجفاء تام….امتعض وجه جدتي وجدي كثيرا..المهم انها سلمت بسرعة على أبي وأمي وقبلت جبهتي وخرجت…عادت لغرفتها……لا اعلم لكني كنت أجدها لطيفة…غافلت أمي ودققت الباب عليها .. وجدتها ترتدي إسدال الصلاة تصلي…ودموع متجمعة في عينيها ..رأتني و استغربت كثيرا …ثم دنت مني وقالت : حبيبي هل تعلم والدتك انك هنا؟؟!…حركت رأسي يمينا ويسارا أن لا…ابتسمت وقالت بوجه حاني: عد يا عزيزي فستقلق أمك…قلت لها: عمتي اريد أن أجلس معك…ابتسمت وقالت: هكذا إذا تفضل…جلست على سريرها ..وفتحت خزانتها واعطتني كيس كبير…قالت: هذا لك…فتحته بلهفة…كان فيه علبة مغلفة كبيرة فيها سيارة تتحرك على الريموت كنترول و علبة أخرى فيها جندي يزحف و علبة أخرى يملؤها الحلوى الملونة و الشوكولا و شيء ملفوف بعناية فتحته كان مبلغاً من المال….قبلت جبهتي..ثم قلت لها وانا اريد أن اعرف السبب: عمتي لما والدتي تكرهك…؟؟!؟!
صعقت ماالذي دعا هذا الصغير لينطق قلت له: حبيبي إنها لا تكرهني من قال لك هذا؟!…قالت وانا لازال أحدق بهذا الكيس الجميل ثم قلت : أمي لا تسمح لي بالحديث إليك ولا تحبك مع انني أجدك لطيفة..
ابتسمت ثم قهقهت و قالت: لا اعلم اسألها
عزمت امري وخرجت من الغرفة وصرخت وانا احمل ذلك الكيس وقلت: سأسألهاااااا
رأت والدتي الكيس ولم تعقب ولكن عندما عدنا إلى منزلنا صرخت بوالدي وظننت أن السبب في المشكلة هو ذاك الكيس ولم أجرؤ أن اسألها……..
مضى على ذلك الوقت عامان واليوم هو يوم زفاف عمتي كان يوماً رائعا رقصت معها ومع باقي الاحفاد وكل ما اقتربت منها تسحبني والدتي وتصرخ علي هنا لم اعد احتمل فقلت لها: أمي لما تكرهين عمتي؟
تفاجأت والدتي كثيراً ثم لم تعقب وحدجتني بنظرة قاسية …تزوجت عمتي وانجبت وأصبحت أم وكنت احب أطفالها ولكن والدتي لا تسمح لنا باللعب معهم….لم تنسى عمتي عيدا واحد كيس المفاجآت تجلبه لكل حفيد ولا تنسى انواع الحلويات المفضلة لنا حنونة جدا وطيبة القلب ولكن والدتي تقول عنها انها خبيثة …أعوام تطوي أعوام وكره والدتي لعمتي يكبر بقلب اخوتي البنات ..بتنا لانزورها ولا نحدثها ولا نعرف السبب…اليوم هو يوم زفافي ومنذ اسبوع وانا وأمي تتشاجر فهي لا تريد دعوتها هنا صرخت بوالدي: أبي لما لا تتحدث ؟..أنها اختك! … ألا تريدها أن تشارك فرحك؟..ما هو الذنب الذي اقترفته لتكرهوها هكذا؟؟… والله يا ابي لو كانت زوجتي تتحدث عن حلا بمثل ما تتحدث والدتي عن اختك لطلقتها…هنا صرخت والدتي وقالت: لن ادعوها وان كنت تريد دعوتها فأنا لن احضر…لم أجل والدتي وسرقت كرتا واحداً وذهبت إلى عمتي فأنا أريد أن أشاركها فرحتي…قبلت عمتي جبهتي وعانقتني بحب وهي تقول: لا اصدق ان حغيدنا الاول أصبح عريساً يا حبيبي الحمدلله أن أمد بعمري لتحضر هذا اليوم…فتحت كرت الدعوة لتجد مرات واحدا نظرت لي نظرة لم انسها ما حييت كان فيها شيء من الصدمة حقها لوالدي لم يتصل بها منذ شهور والدعوة تصلها الآن قبل يوم اسبوع واحد وليس هذا فقط بل دعوتها وحدها دون بناتها اي أن كرامتها لا شك قد تدمرت توقعت أن تلعن امي توقعت أن ترفض لكنها بدلا من ذلك ابتسمت وقامت واخضرت لي سوارا ذهبياً وقالت: حبيبي لا بد أن تلبس زوجتك ذهب انا اعرف ان اوضاعكم المادية سيئة هذه هدية مني لك ويوم الزفاف هدية أخرى ..عادت وقبلت وجهي وانهمرت الدموع…قالت إنها دموع الفرح لكني أعرف إنها دموع القهر……لم تحضر عمتي الزفاف فرحت والدتي كثيرا ولكن سرعان ما جاءنا خبر وفاتها بأزمة قلبية…صرت ابكي وأقول إن والداي السبب كسروا. بخاطرها أثر كره غير مبرر …قال لي. زوجها : بعد أن رحلت ظلت تبكي لساعات طويلة وقالت لي: لا أصدق أن الله قد جعل ابن أخي صالحاً واستجاب لدعائي ..ولم يأخذ كره والدته …..وظلت مكتئبة إلى يوم الزفاف ….ووافتها المنية ……..إلى هذا اليوم ازور عمتي في قبرها أود أبنائها ولا اسمح لوالدتي بالحديث عنها….ولن أسمح لزوجتي بجعل أبنائي يكرهون عماتهم بسبب الغيرة والحسد وأسباب واهية..#عمتي_لم_تكن_شريرة_بل_كانت_أميرة
…………………………
هي مو قصة هاد واقع نحنا عايشينوا منكره ولادنا بعماتهم وخالاتهم وعمومهم وخوالهم …بتكرهي بيت حماكي لا تكرهي ولادك فيهم ..بتكره بيت حماك ولادك مالن ذنب….
كتير قرايبي خسرناهم بالأزمة واكتشفنا انو نحنا مخدوعين فيهم. خوال وعموم خالات عمات نسوان اخوات ….رغم هيك بعمرك ما تسمحي لحدا من ولادك يشتم ولا تسمحي انو يكره أو يحقد ودائما قولي انو: الهم ظروفهم…… … واكيد في مشاكل ما بتخلا بس بعمرك ما تمنعي زوجك يحاكي اخته هي أخته قبل ما تكوني مرته…ولا تمنعي ابنك يحب عمتو أو خالتو ..حتى لو كنت بتكرهيهم….امي كانت تقول رغم كلشي مرينا في ولهلق بتقول :
#ازرع_الخير_بتلاقي_الخير

#منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق