نشاطات

من_المعز ….هل يتمزق العالم و تندثر الدول و الحكومات

المعز بن رجب

على مدى أكثر من قرن عايش العالم حقبة أميركية، وهي فترة هيمنت عليها قوة الولايات المتحدة وثروتها ومؤسساتها وأفكارها وتحالفاتها وشراكاتها، بيد أن كثيرين يعتقدون الآن أن هذه الحقبة الطويلة تشارف على الانتهاء، ويصرون على أن العالم الذي تقوده الولايات المتحدة يفسح المجال أمام شيء جديد ليحل مكانه، وهو نظام ما بعد أميركا وما بعد الغرب وما بعد الليبرالية، الذي يتميز بمنافسة القوى العظمى وصعود الصين الاقتصادي والجيوسياسي.


بوتن كان صريح يريد عالم متعدد الاقطاب او نهاية العالم.اما ان ندير العالم سوياً او لا شئ
وسوروس مجرد تضليل لشعوب الحل علي افواه السبطنات اصحابهم
لا تتوقف السلطة الأميركية على القوة البحتة وحسب، بل أيضاً على الأفكار والمؤسسات والقيم المحبوكة بشكل معقد في نسيج الحداثة
على مدى أكثر من قرن عايش العالم حقبة أميركية، وهي فترة هيمنت عليها قوة الولايات المتحدة وثروتها ومؤسساتها وأفكارها وتحالفاتها وشراكاتها، بيد أن كثيرين يعتقدون الآن أن هذه الحقبة الطويلة تشارف على الانتهاء، ويصرون على أن العالم الذي تقوده الولايات المتحدة يفسح المجال أمام شيء جديد ليحل مكانه، وهو نظام ما بعد أميركا وما بعد الغرب وما بعد الليبرالية، الذي يتميز بمنافسة القوى العظمى وصعود الصين الاقتصادي والجيوسياسي.
بعضهم يرحب بهذا المستقبل المحتمل فرحاً، فيما يستقبله بعضهم الآخر بحزن، لكن القصة تبقى هي نفسها، وهي أن الولايات المتحدة تخسر ببطء موقعها القيادي في التوزيع العالمي للقوة. والآن يتنافس الشرق مع الغرب في الجبروت الاقتصادي والثقل الجيوسياسي، والبلدان في جنوب الكرة الأرضية تنمو بسرعة وتضطلع بدور أكبر على المسرح الدولي.
وبينما يتألق آخرون تفقد الولايات المتحدة بريقها، لذا يشك الأميركيون المكتئبون المنقسمون والمحاصرون بالمتاعب في أن أفضل أيام البلاد قد ولت.
لكن في المقابل فإن المجتمعات الليبرالية في كل مكان تواجه صعوبات، إذ إن القومية والشعبوية قوضتا الأممية [سياسة التعاون الدولية] التي كانت تدعم في السابق زعامة الولايات المتحدة عالمياً، وبعد أن استشعرت كل من الصين وروسيا ضعف الولايات المتحدة هرعتا إلى تحدي الهيمنة الأميركية والليبرالية والديمقراطية بعدوانية.
العقيد الأمريكي المتقاعد “دوغلاس ماغريغور”:
– المسؤولين في البيت الأبيض مطالبهم سخيفة، فهم يريدون من بوتين أن ينحني ويتوسل المغفرة ثم يتخلى عن منصبه وينتحر ويحوّل موارد روسيا إلى الغرب، فقط لأنه انتهك حدود أوكرانيا المقدسة، والتي تغيرت آخر 300 عام مرات عديدة!
– أشخاص مثل سوروس وكلاوس شواب أو ما يُعرفون بـ”نخب العولمة” كانت خطتهم قائمة على محو هويات الشعوب الأوروبية وذلك بإغراق بلدانهم بالمهاجرين من إفريقيا وأماكن أخرى.
– روسيا تشكل تهديدًا للنخب الحاكمة في الغرب لأنها قاومت المخططات الغربية، لذا أعتقد أن سوروس إلى جانب العديد من رفاقه، قرروا تدمير روسيا ومحاربتها حتى تستسلم لهم ومن ثم يفعلون بها مايفعلون بفرنسا وألمانيا اليوم.
تدعم الولايات المتحدة نظاماً دولياً يحمي مصالح الديمقراطية الليبرالية ويدعمها، فيما تأمل الصين وروسيا، كل على طريقته الخاصة، في بناء نظام دولي يحمي الحكم الاستبدادي من قوى الحداثة الليبرالية التي تشكل تهديداً.
لم توفر أية دولة أخرى تطمح إلى قوة عالمية، بما في ذلك الصين، رؤية أكثر جاذبية لمجتمع يتقبل فيه الأفراد الأحرار مؤسساتهم السياسية، مما وفرته الولايات المتحدة، فالقصة التي تقدمها الولايات المتحدة للعالم هي قصة مشروع مستمر لمواجهة العوائق المؤلمة أمام “اتحاد أكثر كمالاً” والتغلب عليها، بدءاً من خطيئتها الأصلية المتمثلة في العبودية.

إذاً فالولايات المتحدة هي عمل مستمر في التقدم، ولقد حبس الناس في جميع أنحاء العالم أنفاسهم عندما صوت الأميركيون خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ومرة ​​أخرى خلال هجوم أنصار الرئيس دونالد ترمب في السادس من يناير (كانون الثاني) على مبنى الكابيتول الأميركي، فقد كانت الرهانات العالمية عميقة في تلك اللحظات.

على النقيض من ذلك، في عام 2018، عندما ألغى شي القواعد القديمة للحزب الشيوعي الصيني ووضع أسساً ليجعل من نفسه، في الواقع، ديكتاتوراً مدى الحياة، لم يعط العالم أهمية لذلك، ويبدو أن الناس في أنحاء كثيرة من العالم يتوقعون من الولايات المتحدة أكثر مما يتوقعونه من الصين، ويقيسون دائماً إجراءات الولايات المتحدة مقارنة بمعايير المبادئ والمثل الأميركية المعلنة، وكما لاحظ العالم السياسي صموئيل هنتنغتون ذات مرة، “أميركا ليست كذبة، بل هي خيبة أمل، لكن يمكن لها أن تكون مخيبة للآمال فقط لأنها أيضاً مصدر للأمل”.

ما سيبقي الولايات المتحدة في قلب السياسة العالمية هو قدرتها على القيام بعمل أفضل، ولم تلتزم الدولة مطلقاً بمُثلها الليبرالية بالكامل، وعندما توصي بهذه المثل العليا للآخرين فإنها تبدو منافقة للغاية، لكن النفاق هو سمة من سمات النظام الليبرالي وليس خللاً، ولا يجب أن يكون عائقاً أمام تحسين النظام الليبرالي، فالنظام الذي ترأسته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية دفع العالم إلى الأمام، وإذا أراد الناس في جميع أنحاء العالم أن يصبح العالم نظاماً عالمياً أفضل يدعم قدراً أكبر من التعاون والتقدم الاجتماعي والاقتصادي، فسوف يرغبون في تحسين هذا النظام بقيادة الولايات المتحدة، عوضاً عن الاستغناء عنه.
وتؤكد أزمات تايوان وأوكرانيا هذه الحقيقة، ففي كلتا الحالين تسعى الصين وروسيا إلى جذب مجتمعات منفتحة غير راغبة في ذلك إلى فلكهما، وليس من المستغرب أن شعب تايوان ينظر إلى محنة هونغ كونغ ويشعر بالرعب من احتمال دمجه في بلد تحكمه ديكتاتورية صينية.
وفي المقابل يرى شعب أوكرانيا الديمقراطية المحاصرة مستقبلاً أكثر إشراقاً في اندماج أكبر في الاتحاد الأوروبي والغرب، وفكرة أن الصين قامت بتكثيف ضغوطها على تايوان وأن روسيا سعت إلى إيقاع أوكرانيا في دائرة نفوذها لا يشير إلى التراجع الأميركي أو انهي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق