اقلام حرة

مع الفنون الجميلة -السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

مع الفنون الجميلة -السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
————————————–
” وقفة مع الفن التشكيلي ”
تكلمنا في عدة مقالات سابقة عن ” الفنون الجميلة السبع ” و التي تتمثل في عناصرها علي النحو التالي :
( الشعر – الموسيقي – الرسم – المسرح – النحت – الرقص — هلم جرا ) :
هناك أنواع عديدة للفن، منها ما زال عبر التاريخ، ومنها ما ظهر حديثا. اليوم هناك فنون جميلة مثل التصوير والنحت والحفر والعمارة والتصميم الداخلي والرسم وهو أبرزها. وهناك فنون كالموسيقى الأدب والشعر والرقص والمسرح. وجاء تطويرا على المسرح السينما ورسوم متحركة وفن الصورة والفن ان جاز التعبير شيء هلامي متغير يرجع إلى وجهات النظر أحيانا وللثقافة أحيانا وللعصور أحيانا.
و الفن هو الابداع الحر تحت عنوان الجمال هي لغة استخدمها الإنسان لترجمة التعابير التي ترد في ذاته بعيد عن مطالب حياته الأخري —
و قد حاولت جاهدا جمع و تصنيف و ترتيب الأوليات كنقطة انطلاقة في مدخل لهذا العالم الرحب للمتلقي الكريم علي صفحتي بغية العلم و الثقافة و المعرفة بأطراف كل شيء من نتاج البشرية قديما و حديثا —-
تعريف الفن :
————
فالفن تعبير عميق عما هو مخزون القلوب البشرية من انفعالات و أحاسيس ذات رسالة معينة من قبل الفنان استمرارا لما سبق من رسالات رسمها من خلال روحه و ثقافته و ادراكة لمنظومة الجمال بين الواقع و الخيال و هذا ابسط تعريف و ربما يتغير من أنسان الي أخر و لكنني أحببت أن ألقي الضوء في عجالة قاصدا الهدف

و قد تناولته في مدخل كتابي سقوط مملكة الشعر في الضحي عند التعرض للفنون الجميلة و في مقدمتها ” فن الشعر ”
فكلمة فن تدل علي الصنعة و المهارة و الاتقان برغم اتساعها و شمولها فالفنان هو الصانع الماهر حتي مع ظهور مصطلح الحداثة المعاصرة

و نخلص بعد ذلك الي تعريف كل نوع في عجالة حتي نلم بمقدمات الثقافة المعرفية حيث العلم يبقي للمتخصص في هذا النوع في نظرة حيادية مستقلة تنهض بالقيم الجمالية من خلال الموروث الحضاري الانساني في التعامل مع الحياة —

فن الرسم :
———
وهو التعبير عن الأفكار والمواضيع باستخدام الألوان والخطوط، وهو أحد أهم وأرقى أنواع الفنون الجميلة، والتي تجسد إبداع الفرد وترتقي بإحساس المتلقّي وتنمي تذوّقه للفنون
فن النحت :
———
وهو فنٌّ يجسّد الأفكار من خلال إنشاء مجسمات وتماثيل ثلاثية الأبعاد تجسّد شكل إنسان أو حيوان أو فكره، ويتم نحت مواد مختلفة منها الصخور أو الشمع أو النحاس والذهب أو الجص وغيرها الكثير. فنّ النحت ليس بالحديث
فنّ التصوير:
————
وهو أحد أهم الفنون الجميلة الحديثة، والتي تتمثّل في التقاط لحظاتٍ مُعيّنة تشمل مناظر وظواهر طبيعية أو بشر أو حيوانات؛ إذ يستخدم المصوّر كاميرته لالتقاط وتجسيد لحظات جميلة يعيشها، وبطريقة فنية.

هندسة العمارة:
————–
وهي تشمل إنشاء وتصميم المباني والمدن بطريقة فنية إبداعية تتفاعل وتجسّد روح حضارة معينة، كما تمتدّ لتشمل تصميم المساحات الداخلية للمكان وأثاثه. فن العمارة قديمٌ جداً استخدمته الحضارات القديمة؛ فشيّدوا مدناً عظيمةً عبروا فيها عن روح حضاراتهم، وقد ارتبط هذا الفن كثيراً في الحضارات القديمة بفن النحت، فقاموا بنحت الكهوف وشيّدوا بعدها البيوت، وزيّنوها بمنحوتاتهم، ومع تطوّر الزمان تطوّر هذا الفن كثيراً وأصبح علماً يدرّس ويطبق على الواقع بمدن ضخمةٍ وجميلةٍ من الخارج والداخل.

الرقص:
——–
وهو أسلوب للتعبيرعن المشاعر باستخدام لغة الجسد؛ حيث يربط الجسد الإنسان بروحه، ويتمثل هذا الفن بأداء حركات تعبيرية بأسلوبٍ متناغم مع الموسيقا، وذلك عن طريق استخدام أطراف الجسم الأربعة يعبّر بها عن مشاعره وأحاسيسه. هناك أنواع كثيرة من الرقص تؤدّى بشكل فردي أو ثنائي أو يؤدّونها مجموعة من الأشخاص، ومن هذه الأنواع: رقص الباليه، والتانجو، والسالسا، والشرقي، والتعبيري الإيمائي.

و يعرف أهل الفنون الجميلة هذا المصطلح :
——————————————
فالفنون بشكل عام تصف موهبة الإنسان ومقدرته على التّعبيرعن مكنونات نفسه وعقله وتجسيدها، ليترجم بذلك جميع أحاسيسه وخواطره على شكل رسومات أو منحوتات أو أشعار أو أعمال يدوية وغيرها الكثير، والفنون الجميلة هي أحد أنواع الفنون، وهي من الفنون المرئية والمرتبطة بالإحساس العالي بالجمال، وتشمل جميع الإبداعات الفنيّةِ التي تمثّل الجمال والإبداع؛ فهي تسمو بالخيال لخلق شيءٍ جديد ومختلف مليء بالمعاني؛ كالرسم، والنحت، والتصوير، وهندسة العمارة والرقص. سنأتي هنا إلى شرح بعض أنواع الفنون المندرجة تحت مسمّى الفنون الجميلة.

مع بوادر ظهور هذه الفنون الجميلة :
———————————
و قد ظهر هذا المصطلح – فنون جميلة – ذاته في عام 1767 وأصله الفرنسي beaux arts وتمت ترجمته حرفيا للغات العالم.
ويتم الإشارة بهذا المصطلح إلى الفنون التي ترتبط بالجمال والحس المرهف اللازم لتذوقها. عند بدء استخدامه كان يستخدم في وصف عدد محدود من الفنون المرئية كالنحت والطباعة وبشكل أساسي الرسم. عند النظر إلي كليات الفنون الجميلة الموجودة في مصر كمثال, نجد أنها أقسام الديكور والعمارة والتصوير بشعبتيه الجداري والزيتي وقسم التصميمات المطبوعة وقسم النحت. فيم تعتبر مثلا في الدول الغربية العمارة ليست من ضمن الفنون الجميلة وتكون في أكاديمية متخصصة على الرغم من وجودها على قمة الفنون واعتبارها الفن الأول قبل المسرح, ولكنها تعتبر فن تطبيقي منه جميل. وتجدر بنا الإشارة هنا لتصنيف الفنون السبعة لكونه التصنيف الأكثر كمالاً في مجال تصنيفات الفنون.
وصف الجمال في المصطلح لا يعتمد بالدرجة الأولى على جمال الشكل وإنما الغرض من عمله أو بمعني أدق صفاء مضمونه من أغراض أخرى غير الجمال ذاته. أي أننا بهذا التعريف نستبعد الأعمال الحرفية أو ما يطلق عليه فنون تطبيقية كالمنسوجات. يتم عادة وصف بعض الأشياء خارج مجال الفنون بهذا المصطلح عندما يتقن شخص ما هذا العمل فمثلا نستطيع القول ” انتقل بيليه بكرة القدم إلى مستوى الفن الجميل”.

و يبدو أننا نعلم الكثير عن الفنون الجميلة فهي علم و ثقافة وهواية يتقنها غير المتخصصين بجانب دراستهم و أعمالهم فهي تخاطب الوجدان و تحرك الجمال في الانسان مع الحياة و تعتمد علي الخيال في رسم صورة مثالية من خلال رؤية تسبح في الفضاء بين الواقع و الخيال تفترض عالم مثاليا ينيء عن الصراع بكل طقوسه المقيدة —
حيث الحلم و الحقيقة و فرحة الانسان بكل قيم تضاف الي تراثه الحضاري من خلال عملية الابداع التي هي عنوانه مع الحياة وسجل روابط العلاقات بين أخذ وعطاء في لمسات فنية جمالية تشرق من الروح تضيء العقل و تهذب من سلوكنا في التعامل ن الفنون هي مرآة الإنسان تنعكس على صفحتها أحواله الاجتماعية، والاقتصادية ومعتقداته الدينية، والفنون التشكيلية بصفه عامة – والفن التجريدي بصفة خاصة – كانت من أهم هذه الفنون التي عبر بها الإنسان عن ذاته ومشاعره أصدق تعبير، وقد ظل التجريد بمثابة الهدف الذي يسعى الكثير من الفنانين؛ والفلاسفة للوصول إليه.

مع مدارس الفن التشكيلكي :
————————
1 – المدرسة الكلاسيكية 2- المدرسة الواقعية 3 – المدرسة الرومانسية
4- المدرسة الوحشية 5- المدرسة التكعيبية 6 – المدرسة التجريدية
7- المدرسة السيريالية 8 – المدرسة المستقبلية

نبذة مختصرة عن كل نوع مدرسة تشكيلية :
—————————————-
1 المدرسة الكلاسيكية :
قبل أن نتكلم و نتحدث عن المدرسة الكلاسيكية في الفن يجدر بنا و حرى بنا أن نعرف و نتعرف على المعنى الذي يكمن خلف هذا الإسم أو المسمى (كلاسيكي)، لقد جرت العادة على أن نطلق لفظ كلاسيكي على الشئ التقليدي أو القديم، بل نطلق هذا اللفظ على الشخص الذي يتمسك بالنظم السابقة التقليدية دون تغيير أو إضافة. والحقيقة أن لفظ كلاسيكية هو مفردة يونانية وتعني (الطراز الأول) أو الممتاز أو المثل النموذجي، حيث أعتمد اليونان في فنهم الأصول الجمالية المثالية، فنشاهد و نرى في رسوماتهم و منحوتاتهم رسوما و أشكالا للرجال أو النساء وقد اختاروا الكمال الجسماني للرجال والجمالي المثالي في النساء، فقد كانوا ينحتون أو يرسمون الأنسان في وضع مثالي ونسب مثالية، لقد ظهر الرجل في أعمالهم الفنية وكانه عملاق أو بطل كمال جسماني، وظهرت النساء وكأنهن ملكات جمال، فالمفهوم الكلاسيكي كان عندهم هو الأفضل، بل المثال والجودة….. وقبل أن تستخدم هذه الكلمة في القرن الثامن عشر كانت الكلاسيكية قد أنبعثت من جديد في إيطاليا، في بداية القرن الخامس عشر، إذا كانت حينذاك نهضة شاملة في كافة ميادين العلم شملت فن الرسم والنحت، وقد تركز في تلك الفترة الاهتمام بالأصوال الإغريقية في الفنون الجميلة، ثم نادت مجموعة من الفنانين بإحياء التقاليد الإغريقية والرومانية، والتي كانت أثارها في فن النحت والعمارة والتصوير تنتشر في إنحاء إيطاليا. ومن أشهر فناني هذه المدرسة الفنان المعروف (ليوناردو دا فينشي) في فن التصوير والرسم و(مايكل أنجلوا) في فن النحت والعمارة وغيرهم، وقد سميت فترة هؤلاء بفترة العصر الذهبي، واعتبرت أعلى المراحل الفنية في عصر النهضة، وكان ذلك في القرن السادس عشر، ومن أشهر أعمال الفنان ليوناردو دا فينشي لوحة (الجيوكندا) أو ما تسمى بالموناليزا، أما أشهر اعمال مايكل أنجلوا فهو تمثال موسى.

2 المدرسة الواقعية
–جاءت المدرسة الواقعية ردا على المدرسة الرومانسية، فقد أعتقد أصحاب هذه المدرسة بضرورة معالجة الواقع برسم أشكال الواقع كما هي، وتسليط الأضواء على جوانب هامة يريد الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور. فالمدرسة الواقعية ركزت على الاتجاه الموضوعي، وجعلت المنطق الموضوعي أكثر أهمية من الذات فصور الرسام الحياة اليومية بصدق وأمانة، دون أن يدخل ذاته في الموضوع، بل يتجرد الرسام عن الموضوع في نقلة كما ينبغي أن يكون، أنه يعالج مشاكل المجتمع من خلال حياته اليومية، أنه يبشر بالحلول. لقد اختلفت الواقعية عن الرومانسية من حيث ذاتية الرسام، إذ ترى الواقعية أن ذاتية الفنان يجب أن لا تطغى على الموضوع، ولكن الرومانسية ترى خلاف ذلك، إذ تعد العمل الفني إحساس الفنان الذاتي وطريقته الخاصة في نقل مشاعره للآخرين. أن المدرسة الواقعية هي مدرسة الشعب، أي عامة الناس بمستوياتهم جميعا، ويصفها عز الدين إسماعيل عندما يتحدث مقارنا فنانا رومانسيا بفنان واقعي قائلا : كان (ديلاكروا) وهو فنان رومانسي يرى أن على الفنان أن يصور الواقع نفسه من خلال رؤيته الذاتية في حين ذهب كوربيه وهو فنان واقعي إلى ضرورة تصوير الأشياء الواقعية القائمة في الوجود خارج الإنسان، وأن يلتزم في هذا التصوير الموضوعية التي تنكمش أمامها الصفة الذاتية، وان يستخدم في هذا التصوير أسلوباً واضحا دقيق الصياغة وأن يختار موضوعة من واقع الحياة اليومية، فينفذ بذلك إلى حياة الجماهير، يعالج مشكلاتهم ويبصر بالحلول، ويجعل من عمله الفني على الإجمال وسيلة اتصال بالجماهير.

3 المدرسة الرومانسية

مدرسة سيليا ظهرت المدرسة الرومانسية الفنية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وفسرت إلى حد بعيد ذلك التطور الحضاري في ذلك الوقت، الذي ابتدأ مع تقدم العلم وتوسع المعرفة. وتعتمد الرومانسية على العاطفة والخيال والإلهام أكثر من المنطق، وتميل هذه المدرسة الفنية إلى التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرة، كما اختار الفنان الرومانسي موضوعات غريبة غير مألوفة في الفن، مثل المناظر الشرقية، وكذلك اشتهرت في المدرسة الرومانسية المناظر الطبيعية المؤثرة المليئة بالأحاسيس والعواطف، مما أدى إلى اكتشاف قدرة جديدة لحركات الفرشاة المندمجة في الألوان النابضة بالحياة، وإثارة العواطف القومية والوطنية والمبالغة في تصوير المشاهد الدرامية. ويؤمن فنان الرومانسية بأن الحقيقة والجمال في العقل وليس في العين، لم تهتم المدرسة الرومانسية الفنية بالحياة المألوفة اليومية، بل سعت وراء عوالم بعيدة من الماضي، ووجهت أضواءها على ظلام القرون الوسطى، ونفذت إلى ما وراء أسرار الشرق حيث الخي وكان من أهم وأشهر فناني الرومانسية كل من (يوجيه دي لاكرواه) و(جاريكو) فقد صور لاكوروا العديد من اللوحات الفنية، ومن أشهرها لوحة الحرية تقود الشعب ،وفي هذه اللوحة عبر الفنان عن الثورة العارمة التي التي ملأت نفوس الشعب الكادح، وصور فيها فرنسا على شكل امرأة ترفع علما ومعها الشعب الفرنسي في حالة أندفاع مثير وبيدها اليسرى بندقة، وعلى يسارها طفل يحمل مسدسين، وكأنه يقول لنا أن الغضب يجتاح نفوس عامة الشعب، ومن أعماله أيضا خيول خارجة من البحر. اما الفنان (جريكو) فقد صور الكثير من الموضوعات الفنية، من بينها لوحة كانت سببا في تعريفه بالجمهور، وهي لوحة غرق الميدوزا، وهي حادثة تعرضت لها سفينة بعرض البحر وتحطمت هذه السفينة ولم يبق منها سوى بعض العوارض الخشبية التي تشبث بها بعض من بقوا أحياء للنجاة، ففي هذه اللوحة صور الفنان صارع الإنسان مع الطب
ويؤمن فنان الرومانسية بأن الحقيقة والجمال في العقل وليس في العين، لم تهتم المدرسة الرومانسية الفنية بالحياة المألوفة اليومية، بل سعت وراء عوالم بعيدة من الماضي، ووجهت أضواءها على ظلام القرون الوسطى، ونفذت إلى ما وراء أسرار الشرق حيث الخي
4 المدرسة الوحشية
———————–
المدرسة الوحشية اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته، واهتم الوحشيون بالضوء المتجانس والبناء المسطح فكانت سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدام القيم اللونية، فقد اعتمدوا على الشدة اللونية بطبقة واحدة من اللون، ثم اعتمدت هذه المدرسة أسلوب التبسيط في الإشانت أشبه سم البدائي إلى حد مجريد أو التبسيط في الفن الإسلامي، خاصة أن رائد هذه المدرسة الفنان (هنري ماتيس) الذي استخدم عناصر زخرفية إسلامية في لوحة النباتية الإسلامية. أما سبب تسمية هذه المدرسة بالوحشية فيعود إلى عام 1906 م، عندما قامت مجموعة من الشبان الذين يؤمنون باتجاه التبسيط في الفن، والاعتماد على البديهة في رسم الأشكال قامت هذه المجموعة بعرض أعمالها الفنية في المستقلين، فلما شاهدها الناقد (لويس فوكسيل) وشاهد تمثالا للنحات (دوناتللو) بين أعمال هذه الجماعة التي امتازت بألوانها الصارخة، قال فوكسيل دوناتللو بين الوحوش، فسميت بعد ذلك بالوحشية، لانها طغت على الأساليب القديمة، مثل التمثال الذي كان معروضا حيث أنتج بأسلوب تقليدي قديم، ويعد ذلك أصبح الفنان (هنري ماتيس) رائدا وعلما من أعلام هذه المدرسة ثم الفنان (جورج رووه).

5 المدرسة التكعيبية
———————–
المدرسة التكعيبية هي ذلك الأتجاه الفني الذي أتخذ من الأشكال الهندسية أساسا لبناء العمل الفني إذا قامت هذه المدرسة على الأعتقاد بنظرية التبلور التعدينية التي تعتبر الهندسة أصولا للأجسام. أعتمدت التكعيبية الخط الهندسي أساسا لكل شكل كما ذكرنا فاستخدم فنانوها الخط المستقيم والخط المنحني، فكانت الأشكال فيها اما أسطوانيه أو كرويه، وكذلك ظهر المربع والأشكال الهندسية المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع، وتنوعت المساحات الهندسية في الأشكال تبعا لتنوع الخطوط والأشكال واتجاهاتها المختلفة، لقد كان سيزان المهد الأول للأتجاه التكعيبي، ولكن الدعامة الرئيسية هو الفنان (بابلو بيكاسو) لاستمراره في تبينها وتطويرها مدة طويلة من الزمن. كان هدف التكعيبية ليس التركيز على الأشياء، وإنما على أشكالها المستقلة التي حددت بخطوط هندسية صارمة، فقد أعتقد التكعيبيون أنهم جعلوا من الأشياء المرئية ومن الواقع شكلا فنيا، كانت بداية هذه الحركة المرحلة التي بدأها الفنان سيزان بين عامي 1907/1909 وتعتبر المرحلة الأولى من التكعيبية والمرحلة الثانية هي المرحلة التكعيبية التحليلية، ويقصد بها تحليل الأشكال في الطبيعة وإعادة بناءها بطريقة جديدة وقد بدأت هذه المرحلة عام 1910 / 1912 م إذ حلل الفنان فيها أشكاله بدقة، وأظهر اجزاء الأشكال بأسلوب تكعيبي. وتمثل المرحلة الثالثة الصورة الموحدة التكوين، وتبدأ من عام 1913 / 1914 م وركزت على رسم وموضوع مترابط وواضح المعالم.

6 المدرسة التجريدية
————————
اهتمت المدرسة التجريدية الفنية بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية، حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب، أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة، وإن كانت تحمل في طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان. وعموماً فإن المذهب التجريدي في الرسم، يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية، التي أثارت وجدان الفنان التجريدي. وكلمة “تجريد” تعني التخلص من كل آثار الواقع والارتباط به، فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشكال التي تحمل هذا الطابع: كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك، فالشكل الواحد قد يوحي بمعان متعددة، فيبدو للمشاهد أكثر ثراء. ولا تهتم المدرسة التجريدية بالأشكال الساكنة فقط، ولكن أيضاً بالأشكال المتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء، كما في ظلال أوراق الأشجار التي يبعثه ضوء الشمس الموجه عليها، حيث تظهر الظلال كمساحات متكررة تحصر فراغات ضوئية فاتحة، ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالاً، بل يشكل تجريدي، وقد نجح الفنان كاندسكي –وهو أحد فناني التجريدية العالميين- في بث الروح في مربعاته ومستطيلاته ودوائره وخطوطه المستقيمة أو المنحنية، بإعطائها لوناً معيناً وترتيبها وفق نظام معين. ويبدو هذا واضحاً في لوحته “تكوين” التي رسمها عام 1914 م، ويعتبر فن التجريد الزخرفي أحد الفروع الحديثة في الفن التجريدي وهو الفن التشكيلي الذي يعتمد على تجريد الأشكال الحقيقية أو الخيالية بإتباع أسلوب يميزه في الأشكال والألوان والخطوط مع التأكيد على أدخال الجانب الزخرفي والجمالي في لوحاته بحيث تعطي شكل ومضمون جمالي متكامل، وتصلح لوحاته للمتاحف والمعارض والمنشآت والقصور الخاصة للديكورات الداخلية وتتيح لمصمم الديكور الداخلي أو هاوي الفن أو المقتني أختيار اللوحات التي تتلائم مع ديكورات المكان الداخلي. ويعتبر الفنان التشكيلي العالمي / رأفت عدس هو مؤسس ورائد فن التجريد الزخرفي، حيث تتميز لوحاته بإتجاهين رئيسيين هو تجريد الأشكال وزخرفة الخطوط والألوان، وتتميز لوحاته بالألوان الصريحة مثل الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق بجانب اللون الأسود والأبيض في تناغم جمالي تجريدي وزخرفي مع استخدام اللون الأسود في تحديد الأشكال في لوحاته، وتتميز لوحاته بالجمال الوظيفي حيث يمكن استخدامها في القصور والفيلات ومقارات المراكز العالمية الهامة بالتنسيق والتناغم مع الأثاث والديكورات في أعمال التصميم والديكور الداخلي لهذه المباني والقاعات.

7 المدرسة السيريالية
————————-
نشأت المدرسة السيريالية الفنية في فرنسا، وازدهرت في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، وتميزت بالتركيز على كل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري. وكانت السيريالية تهدف إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام. واعتمد فنانو السيريالية على نظريات فرويد رائد التحليل النفسي، خاصة فيما يتعلق بتفسير الأحلام. وصف النقاد اللوحات السيريالية بأنها تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام. وتخلصت السيرالية من مبادئ الرسم التقليدية. في التركيبات الغربية لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض لخلق إحساس بعدم الواقعية إذ أنها تعتمد على الاشعور. واهتمت السيريالية بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقدة، وإن كانت منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق، كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية. والانفعالات التي تعتمد عليها السيريالية تظهر ما خلف الحقيقة البصرية الظاهرة، إذ أن المظهر الخارجي الذي شغل الفنانين في حقبات كثيرة لا يمثل كل الحقيقة، حيث أنه يخفي الحالة النفسية الداخلية. والفنان السيريالي يكاد أن يكون نصف نائم ويسمح ليده وفرشاته أن تصور إحساساته العضلية وخواطره المتتابعة دون عائق، وفي هذه الحالة تكون اللوحة أكثر صدقاً.

8 المدرسة المستقبلية :
————————
بدأت المدرسة المستقبلية في إيطاليا، ثم انتقلت إلى فرنسا، وكانت تهدف إلى مقاومة الماضي لذلك سميت بالمستقبلية، واهتم فنان المستقبلية بالتغير المتميز بالفاعلية المستمرة في القرن العشرين، الذي عرف بالسرعة والتقدم التقني. وحاول الفنان التعبير عنه بالحركة والضوء، فكل الأشياء تتحرك وتجري وتتغير بسرعة. وتعتبر المدرسة المستقبلية الفنية ذات أهمية بالغة، إذ أنها تمكنت من إيجاد شكل متناسب مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه، والتركيز على إنسان العصر الحديث. وقد عبر الفنان المستقبلي عن الصور المتغيرة، بتجزئة الأشكال إلا آلاف النقاط والخطوط والألوان، وكان يهدف إلى نقل الحركة السريعة والوثبات والخطوة وصراع القوى، قال أحد الفنانين المستقبليين “إن الحصان الذي يركض لا يملك أربعة حوافر وحسب، إن له عشرين وحركاتها مثلثية”. وعلى ذلك كانوا يرسمون الناس والخيل بأطراف متعددة وبترتيب إشعاعي، بحيث تبدو اللوحة المستقبلية كأمواج ملونة متعاقبة. وفي لوحة “مرنة” للفنان المستقبلي بوكشيوني التي رسمها عام 1912 م، يوحي الشكل في عمومه بإنسان متدثر بثياب فضفاضة ذات ألوان زاهية، يحركها الهواء، فتنساب تفاصيلها في إيقاعات —-

هذا المقال بناء علي طلب بعض الزملاء من الباحثين عن قيم الجمال و الفنون الجميلة و الذين ينخرطون في الفنون التشكيلية بحثا عن رسومات تتناغم مع لوحة الحياة لمعرفة مدخل كل نوع من هذا الفن العبقري الذي يعانق الروح تخيلا للمثالية الفضفاضة تارة بالمحاكاة و أخري بالابتكار —
فاتمني أن أكون قدمت شذرات من كل نوع للوقوف علي جوهر المسميات هنا
مع الوعد بلقاء متجدد أن شاء الله
=================

مقالات ذات صلة

إغلاق