عالم المراة

نَصَائِح للتخلص من أزمة الطلاق

تنتهي الحياة لدى الكثير من النساء بمجرد أن يستلمن ورقة الطلاق ويحملن لقب”مطلقة”، فالطلاق في المجتمع الجزائري هو “إدانة” للمرأة من غير محاكمة ولا انتظار شهادة الشهود.

أن المرأة تتعرض لأزمة نفسية داخلية لن يشعر بها سواها، ومهما اصطنعت القوة ومهما كانت صفاتها الشخصية قادرة على تحمل ما حدث، فلابد من أن تمر بمرحلة نفسية مؤلمة متشبعة بالذكريات المتضاربة من بدأية علاقتها بالشريك ولحين استلامها ورقة الطلاق.

لذا لن نستطيع جمع أشلاء الألم وإصلاح ما إنكسر بداخل المرأة في لحظة وضحاها، لكننا نستطيع أن ندفعها ونشجعها لتخطي أزمة الطلاق بهذه الخطوات:

غيري تفكيرك

تأكدي عزيزتي أن أزمة الطلاق ليست نهاية العالم، واستمرار الحياة بدون زوج ليس أمرا مستحيلا، لذا حدثي عقلك، واطلبي التحرر من الأفكار السلبية، وابدأي في جذب أفكار إيجابية تحث على حب نفسك وتتغذى على رغبتك المكنونة في الإنطلاق إلى الأمام بكل قوة، فهذه إحدى الخطوات لتخطي أزمة الطلاق وتصحيح مسارك حياتك للأفضل.

حددي أهدفك

تخلي عزيزتي عن الفوضوية في التفكير أو الرغبة في الانتقام، بل حددي أهدافك وأولوياتك، وابدأي بتحقيق الأهداف البسيطة القادرة على تغيير حياتك اليومية في أسرع وقت، وفي نفس الوقت اجعليها جسر عبور لأهدافك الأكبر في استكمال مسيرة حياتك، فالحياة بدون أهداف تجعل المرأة المطلقة ضائعة بين الكثير من الخيارات، أما بالنسبة عن تحديد هدف ينطلق إليه، فمن شأنه أن يعزز ثقة المرأة المطلقة بنفسها وإعطائها الأمل في الاستمرار مهما واجهت من صعوبات خلال أزمة الطلاق، فهذه إحدى الخطوات لتخطي أزمة الطلاق وتصحيح مسارك.

حبي نفسك

لا شك أن أزمة الطلاق تجعل المرأة تفقد ثقتها بنفسها بعض الوقت، ولكن لن نسمح لك أن يكون كل الوقت، لذا اجعلي الطلاق بداية لنهاية كل المواقف السيئة، واستشعري حلاوة شخصيتك وركز على نقاط القوة وطوريها من دون استسلام، فهذه إحدى الخطوات لتخطي أزمة الطلاق وتصحيح مسارك.

اطلبي المساعدة

لا تقسي عزيزتي المرأة المطلقة على نفسك ولا تمارسي دور الجلاد على شخصيتك، وتأكدى أن الطلاق في الأول والأخير هو إرادة الخالق وليس المخلوق، لذا ساعدي نفسك على استعادة ثقتك بنفسك واكتشاف الجديد بها، كذلك نظمي حياتك وضعي البدائل التي تشجعك على النهوض واستقبال الحياة بحب وسعادة.

 استعيدي ثقتكِ بنفسك

يوضح حجاب أن المرأة بعد الطلاق تبدأ في التفكير بما يميّزها وتحاول إعادة بناء ثقتها بنفسها مجدداً. ويشرح أن نتيجة ذلك تختلف من امرأة لأخرى. فالمرأة التي تخوض تجربة الطلاق في سن العشرين هي الأقرب إلى استعادة ثقتها بنفسها بشكل سريع لما تملكه من حماسة الشباب ونظرتها إلى نفسها بأنها ما زالت صغيرة والفرص والتجارب أمامها كثيرة. أما الأكبر سناً فتتأخر عملية إعادة ثقتها بنفسها. فكثيراً ما يكون لديها أطفال مما يصعب هذه المرحلة عليها خاصة أنها، بجانب العبء النفسي للطلاق، تحمل عبء رعاية الأبناء ومشاكل الوصاية والحضانة والنفقة وغيرها من الأمور. ويرى حجاب أنه، برغم ذلك، عليها أن تقاوم سلبيات هذه المشاكل وتراعي التوافق النفسي مع ذاتها أولاً ثم مع الآخرين ليتحقق لها الرضا الذاتي والقبول الاجتماعي، وتنخفض حدة توترها وقلقها وتتمكن من إعادة حساباتها وإعادة ثقتها بنفسها.

 ابحثي عن أهداف جديدة في الحياة

ولفت حجاب إلى ضرورة وضع المرأة لنفسها أهدافاً في الحياة مثل إكمال دراستها وإيجاد عمل مناسب لها وأن تعود إلى ممارسة هواياتها القديمة وأن تطّلع أكثر وتتابع وتقرأ الموضوعات التي تجذبها وتوسع من دائرة معرفتها. وبرأيه، لا بد أن تضع المرأة خطة دقيقة لبداية جديدة تتضمّن ممارسات واهتمامات مختلفة عن تلك التي كانت تمارسها أثناء زواجها حتى تتمكن من التخلص من هذه الصفحة المؤلمة من حياتها.[post_quotes]

 أعيدي اكتشاف ذاتك

وشدد حجاب على أن المرأة بعد الطلاق يجب أن تعيد اكتشاف ذاتها من خلال توجيه سؤال لنفسها: ماذا يمكنني أن أفعل في الحياة المهنية؟ ومن خلال التفكير في الأخطاء التي وقعت فيها لتتعلم منها.

 تأنّي في الاختيار

وأشار حجاب إلى ضرورة بقاء المرأة بعد الطلاق فترة معينة بدون ارتباط جديد. وينصحها بألا تستعجل الدخول في تجربة جديدة حتى لا تقع في أخطاء التجربة السابقة. فبرأيه، لا بد أن تعمل أولاً على استعادة ذاتها وتحديد احتياجاتها وفقاً لما مرّت به وتستعيد ثقتها بنفسها وباختياراتها مرّة أخرى لكي تكون قادرة على الثقة بالشريك الآخر.

 تحصني بالإرادة

وترى خبيرة العلاقات الأسرية، شيماء إسماعيل، أن المرأة لابد أن تمتلك الإرادة، فهي منقذها الوحيد للتخلص من سلبيات الطلاق وتداعياته. وتقول إن على المرأة أن تتحصن بالإرادة أولاً في وجه نفسها وفي وجه تفكيرها بسلبية، وثانياً في وجه المجتمع ونظرته إليها كشخص عاجز أو فاشل. وتؤكد أنه إذا امتلكت المرأة الإرادة فستتمكن من النجاح في تخطي تجربة الطلاق والبدء في تجربة جديدة تماماً.

 لا تلتقي أصدقاء زوجك ومعارفه لمدة ستة أشهر

وشددت إسماعيل على ضرورة تفادي المرأة اللقاء بمَن تربطهم صلة مباشرة بطليقها لمدة لا تقل عن ستة أشهر حتى تتجنّب الحديث عنه وعن المشاكل التي نشبت بينهما وتقي نفسها من الدراما العاطفية. فالمطلوب هو أن تُبعد تفكيرها عن تجربتها السابقة وما عايشته وأن تتجاهل ذكرياتها مع زوجها السابق. لذلك، تنصح اسماعيل المرأة التي تسكن في المنزل نفسه الذي كانت تعيش فيه قبل الطلاق بأن تغيّر معالم هذا المنزل كلياً وأن تهيئ نفسها نفسياً للبدء في تجارب جديدة.

 اهتمي بنفسك

وأوضحت إسماعيل أن المرأة قبل الطلاق تتجه كل قوتها الذهنية إلى كيفية التخلّص من العلاقة ومن شريكها، ما يجعلها تهمل احتياجاتها واهتمامها بذاتها. لذلك، ترى اسماعيل أنه، بعد الطلاق، عليها الاهتمام بمظهرها كي تستعيد ثقتها بنفسها وتشعر بالأمان النفسي والعاطفي وبالرغبة القوية في البحث عن تجارب جديدة. وتلفت إلى أن على المرأة التفتيش في داخلها عمّا كان يميّزها وأهملته لكي تطوّره مجدداً وتقوم بالاهتمام به حتى تتمكن من تحقيق ذاتها. وتقول إنه يمكنها أن تجرّب ألواناً جديدة لم تكن ترتديها من قبل وتحاول أن تكون جريئة فى اختياراتها وتبتعد عن التفكير في رأي المجتمع المحيط بها دائماً لأن ذلك سيحبطها.

 اقضِ وقتاً مع مَن يتفهمونك

ووفقاً لأستاذ علم الاجتماع في جامعة المنوفية، الدكتور جمال حماد، على المرأة التي خاضت تجربة الطلاق أن يكون لديها استعداد نفسي لتقبّل كونها مطلقة وأن تقضي وقتاً مع أشخاص لديهم القدرة على سماعها بحب وفهم ما تمر به من مشاعر، وأن تضع نفسها في بيئة اجتماعية مناسبة غير تلك التي كانت فيها خلال الزواج.

ابتعدي عن الخجل

وبحسب حماد، يمكن للمرأة أن تحدّد نظرة المجتمع إليها. فنظرة المجتمع دائماً نسبية وإذا تمكّنت المرأة من تجاوز أزمة الطلاق والنجاح في حياتها، فسترغم المجتمع على تقبلها. ويقول إن عليها التفكير بإيجابية حتى ترى أن الطلاق تجربة كأيّة تجربة أخرى نعيشها ويمكننا الفشل فيها أيضاً ثم نتخطاها. وبرأيه، لا شيء يدعو المرأة التي خاضت تجربة الطلاق للخجل من نفسها أو من تجربتها فهي وصلت إلى مرحلة الطلاق بسبب استحالة العيش مع الشريك.

 انسي الماضي وابدأي حياة جديدة

ولفت حماد إلى ضرورة التكيّف مع المجتمع، وهذا يحتاج من المرأة أن تنشغل بأشياء مفيدة كالدراسة أو عمل جديد، وأن تضع برنامجاً لحياتها وتفتح منافذ جديدة لتعيش في بيئة مغايرة لبيئتها القديمة.

لكن إذا استصعب عليك الأمر اطلبي المساعدة من المختصين النفسيين ولا تخجلي من ذلك، فالعلاج النفسي باتت لغة العصر لتخطي الأزمات وليس الطلاق فقط، فهذه إحدى الخطوات لتخطي أزمة الطلاق وتصحيح مسارك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق