مقالات

هوية الغاز الواصل إلى لبنان.. إسرائيل أحد “الآباء” المحتملين (تحليل)

اتفاقية أردنية إسرائيلية وقعت الأسبوع الماضي لزيادة ضخ الغاز لمصر عبر الأردن, وخطوط الغاز الإسرائيلية والأردنية والمصرية مفتوحة على بعضها البعض

يطرح اللبنانيون تساؤلات حول هوية الغاز القادم من مصر إليها عبر الأردن لحل أزمة الطاقة، إن كان قادما من الحقول التابعة للقاهرة، أو من حقول إسرائيلية قبالة سواحل المتوسط.

من الناحية الفنية، من غير الممكن على لبنان التحقق من هوية الغاز القادم عبر الأنابيب أو عبر الناقلات، إن كان مستخرجا من الحقول المصرية أو الإسرائيلية.

لكن مسألتين اثنتين تثيران شكوك اللبنانيين بشأن هوية “الأب” للغاز القادم إليها، الأولى ترتبط باتفاقية إسرائيلية مصرية تقضي باستيراد الأخيرة 85 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة 19.5 مليار دولار من حقلي لوثيان وتمار الإسرائيليين على مدى 15 عاما.

بينما الثانية، هي حالة الفوضى التي خلفتها تصريحات وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، الأسبوع الماضي، في تعليقها على أزمة الطاقة في لبنان.

وقالت الحرار: “هناك أزمة طاقة كبيرة في لبنان.. لا يمكن لأحد أن يفحص الجزيئات ويعرف إن كان مصدرها إسرائيل أم مصر”.

أيضًا يرتبط الأردن مع إسرائيل، باتفاقية دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من عامين، لاستيراد الغاز الطبيعي لمدة 15 عاما قادمة، بقيمة 1.5 مليار دولار.

ويعني ذلك، أن أحد السيناريوهات، هو فرضية أن تكون إسرائيل مصدرا للغاز إلى لبنان عبر الأردن مباشرة، دون تحمل تكاليف النقل إلى مصر، ومنه إلى الأردن.

** تحركات رسمية

والأحد، نشرت شركتا “ديليك” و”ريشيو” الشريكتين في حقل غاز ليفياثان الإسرائيلي، تقريرا أورد أن قفزة طرأ على مبيعات الغاز من الحقل، خلال 2021 بكمية بلغت 10.7 مليارات متر مكعب، بقيمة 1.95 مليار دولار.

وذكرت الشركة في تقريرها، أن مصر والأردن بدأتا منذ أكثر من عامين استيراد الغاز الطبيعي من الحقل، متوقعة توقيع مزيد من عقود التوريد الإقليمية خلال الفترة المقبلة، دون مزيد من التفاصيل.

والأسبوع الماضي، تم توقيع صفقة في القاهرة بين شركة شيفرون الأمريكية، التي تدير مشروع ليفياثان وشركة نقل الغاز في الأردن، والتي ستمكن من زيادة حجم الغاز الطبيعي المُصدَّر إلى مصر عبر الأردن، عبر البنية التحتية للنقل المستخدمة حاليًا للتصدير.

** إسرائيل “العدو”

وفي حالة لبنان، فقد ذاب جليد في العلاقة الرسمية بين لبنان وإسرائيل، من خلال مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود البحرية، برعاية أممية.

لكن شعبيا وأمنيا، ما تزال إسرائيل في عين اللبنانيين وكثير من أحزابها العدو الأول لها، والخطر الدائم على استقرار حدودها الجنوبية والغربية.

أيضا، تعتبر أزمة الكهرباء في لبنان اليوم، إحدى أكبر أزمات البلاد في قطاع الطاقة تاريخيا، في وقت لا تملك فيه الدولة سيولة نقدية للاستيراد من قنوات أخرى، مثل تركيا على سبيل المثال.

** مسار نقل الغاز

يعتبر الخط العربي لنقل الغاز، هو الأخيار الأقرب لنقل الغاز إلى لبنان، والذي يبدأ من مدينة العقبة جنوب الأردن، ويمتد حتى الحدود مع سوريا شمالا، ومنه إلى لبنان.

والخط على الجانب الأردني، هو ذاته الذي شهد توقيع اتفاقية، الأسبوع الماضي، بين شيفرون وشركة نقل الغاز الأردنية، لزيادة كميات الضخ الموجهة للسوق المصرية.

بينما الخيار الثاني، لكن لم يتم تداوله رسميا حتى الآن، هو إيصال الغاز من الموانئ المصرية إلى الموانئ اللبنانية عبر ناقلات للغاز الطبيعي.

وتشير بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز، أن مصر خلال 2021، تمكنت من تصدير 380 مليون متر مكعب من الغاز عبر الأنابيب، إلى جانب 2.53 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال.

مصر، حديثة العهد في تصدير الغاز بعد تراجع الإنتاج في العقد الأول من الألفية الحالية، إذ نجحت في الكشف عن حقول غاز جديدة قبالة سواحل المتوسط، وتمكنت من تحقيق اكتفاء ذاتي، وتسعى اليوم للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.

المصدر : محمد خبيصة / الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق