مقالات

العالم الذي نعيش فيه في القرن الثاني والعشرين يمر بتغيرات وتحولات متسارعة في مختلف المجالات

بقلم المهندس عبد الحفيظ اغبارية

يتميز العالم الذي نعيش فيه في القرن الثاني والعشرين بتغيرات وتحولات متسارعة في مختلف المجالات وتتسابق الدول جميعها على الأخذ بالمستحدثات والتجديدات التي من شأنها تيسير سبل الحياة وتغير الأنماط التقليدية وتلعب النظم التعليمية دورا بارزا في هذه التطورات باعتبارها اداة لبناء البشر وإعدادهم للتوافق مع معطيات المستقبل وتعتبر التربية هي الأداة التي تبني الإنسان القادر على التعامل مع معطيات وخوصوصيات الألفية الثالثة ، ونحن نردد شعارنا دائما
التربية قبل التعليم فيجب ان نحرص ان تكون التربية أولا والتعليم ثانيا ،اننا في بلاد المهجر نواجه اخطارا. عديدة تهدد أخلاقيات النشئ لما فرزته المتغيرات الحضارية فأصبحنا نتسائل ،،لماذا ضاعت القيم والأخلاق عند التحدث عن الواقع المرير والمؤلم لما يحدث من انحرافات سلوكية كالقتل والانتحار ،والجرائم الأخلاقية الشاذة ،لماذا اصبح معظم أطفالنا تإهون بين البيت والمدرسة ووسائل الإعلام دون رقيب أو حسيب ،؟ومن خلال تتبعنا لمجتمعاتنا في المهجر نجد أن من اهم الأخطار التي تواجهنا كأسرة هي
١_اساءة البعض من الاستفادة من الطفرة المادية وبالذات في المسؤولية والواجب تجاه الأسرة فيقضي الأب أو الأم الساعات الطوال اكثر من ١٢ ساعة خارج البيت متعللين بأن الحصول على المال وتوفره يعوض غياب الأم والأب فكانت النتيجة فقدان الأسرة لوحدتها النفسية والعاطفية والاجتماعية وفقدان النشئ للإشباع العاطفي واللغة الاتصال والتحاور والمصارحة ،فيشعر فيشعر بالعزلة والاغتراب، وأيضا لعدم الشعور بتحقيق الذات لما يواجههم من تناقض فيتجهون للبحث عنها خارج المنزل وفي الغالب مع رفقاء السوء والذين يؤثرون عليهم بأفكارهم الخاطئة والمنحرفة،
٢_سوء فهم المتغيرات الحضارية المعاصرة والتعامل معها،أدى لفقدان الأسرة لدورها التربوي وهنا يأتي دور المدارس التي ننشئها لتكون البيت الثاني للنشئ ويكون دور المعلم عنصرا مهما في حيات النشئ من حيث تأثيره في تكوين أفكاره وسلوكه لذا يجب ان نتبع احدث الوسائل التعليمية والفكرية لتساعدنا في احداث التغير المطلوب
ونتيجة جدية الدعم المطلوب ولجدية البعض في تعليم أطفالهم في هذه المدارس يئتون بأعذار واهية بل ويتعامل الكثير ممن يجلبون أطفالهم اليها بانها فرصة للاستراحة من عناء العمل المتواصل ولتقضية بعض لوازم البيت ،(Baby sitter )فكيف نلوم النشئ ونحن لم نفعل شيئا له غير اننا قتلنا فيه روح الطموح والتفكير وتنمية الاستعداد ،كيف نلوم النشئ وهو يشاهد الابتعاد عن ثوابت الدين والتعليم ويلمس المتغيرات الحضارية المتسارعة التي تبدلت ونحن لم نغير من أساليب التربية والقيم لا على مستوى الأسرة أو المدرسة أو المجتمع أو الإعلام لمواجهة هذه المتغيرات الجديدة،
٣_ان اعظم الاخطار التي تهدد النشئ ظهرت عندما شاب العلاقات الرسمية التمزق نتيجة لتراكم الخلافات الزوجية فغابت كثير من القيم والمبادئ وانتشرت سلوكيات سلبية تحت مظلة التمدن حتي أصبحت الجريمة والسلوكيات الشاذة فن ومهارة بفضل الفضائيات المتعددة الثقافات التي تقدم دروسا مجانية ومباشره في علم الجريمة والانحرافات
٤_ان أشكال التفاعل التربوي في مجتمعنا بالمهجر بين الكبار والصغار هي. في العموم غير سوية نتيجة لعدم تفاعلنا نحن الكبار أولا مع هذا المجتمع الجديد بل ظل الكثيرون يعيشون على هامش المجتمع بحجة انهم عائدون للوطن الأم ،فهذا التفاعل الناقص لا يهتم بالتكوين النفسي وخصائصه والحاجات ومتطلبات الأطفال لكل مرحلة مما يؤدي إلى شخصية متصلبة انعزالية قلقة مريضة وشعور بالنقص وهنا تظهر شراسة وجبروت الأب بحجة قلة اداء الطفل فإزدات العمليات المؤلمة التي يخلقها العنف المنزلي من خلال العلاقة بالوالدين والتي تعتبر مصدرا لأغلب جراحات النشئ الذي يحتاج ويعتمد على والديه في العلاقة والحب وفقدان الحب أو الحرمان تمثل اكثر الخبرات المؤلمة وان الإذاء الناتج عن العنف المنزلي والذي بدأ يظهر في مجتمعنا الأسري كحوادث الاعتداء على النشئ بكل اشكاله

،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق