(حين تتحول الوسائل لغايات ، وتتحول المحافظة على التنظيم ، أهم من الأهداف والأطر الفكرية التي نشأ من أجلها ، يصعب على الفرد أن يمارس حقه في النقد ، مخافة زعزعة مسلّمات الكيان ، التي لا تلبث أن تدخل بالتنظيم في حالة من القداسة ، يحظر على أي فرد حينها الاقتراب منه.فأكثر الشعوب المتحضرة تنتقد نفسها وأشيائها أما الشعوب العربية فأنها لا ترى فرقاً بين النقد والخيانة. . لماذا ؟ لأنه ، ليس من الوطنية أن تمتدح أخطاء بلادك!.وعليه ، فإن النقد ليس خيانة .. الخيانة أن تزين القبح ، وتصفق للأخطاء ، وتتعامل مع وطنك كأنه “راتب آخر الشهر”..لهذا السبب ، النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الانسان دون أن يدمر جذوره ..لذا ، اذا هاجمك الناس وأنت على حق،أو أزعجوك بالنقد فافرح ،أنهم يقولون لك أنك ناجح ومؤثر).