مقالات
هل الحب جريمة… وجب الرجم…!!؟؟ مقال/فتحي طبيل
يبحث الإنسان دائما في داخله عن شيء لا يدرى كينونته أو طبيعته ويحاول أن يتلمس وجوده، ويكتشف لاحقاً بأن ذلك الشيء الذي يبحث عنه موجود في امرأة يحلم بلقائها، ويأمل أن يتلمس ذلك الشيء، وأن ينسج من الخيال واقعاً، ويسعى جاهداً إلى اكتشافها من بين كل البشر.
يقوده الفضول والأمل وثم الشهوة إلى تحسس امرأته، ويشقي لأجل إرضائها، أملاً في جذب انتباهها واهتمامها في خضم أهوائها وتعليماتها وامتحاناتها المنطقية ولا منطقية، المقصودة أو العشوائية تتفحص نواياه ومدى جدية ما يهدف إليه من رغبات جادة أو شهوات عابرة وربما تكون نزوات لحظية.
تتراكم القضايا وتتزاحم المواقف بين شد ورخي وبين اهتمام وعدمه وعذابات الليل ومتعة الأحلام شوقا إلى النهار، للقاء عابر قد يطول وكلمات لم يقلها امرؤ ألقيس في شعره، وقد وينجح الطرفان بالإعجاب بالأخر، ويبدأ الداخل يتساءل ويناشد ذاته: هل تحبني؟ أو أحبه؟ ومدى جديته؟ كيف نستمر؟ كيف نرضى رغباتنا؟ كيف نجمع أنفسنا؟ وننصهر بأجسادنا؟ ويفيق الحالم على واقع أن هنالك شيء يربطنا ويعذبنا ويقربنا….. وهذا يسمى الحب وحرام أن يبقى بلا استقرار…. ويبدأ البحث عن الديمومة.
وهنا تبدأ فصول القصة أو الرواية تفجر الشجون والهموم، وتتحول الأحلام وصدق الرغبات إلى لعنات في ظل ما يسمى تنظيم الأمور وظروف وشروط قد تسمح للحبيبان أو لا تسمح أن يترجما حبهما إلى واقع يفرضه مجتمع معقد بقيود وأعراف أصبحت قوانين تفرق ولا تقرب، ويبدأ الحب يتحول ويتشقلب ما بين قلب يريد وعقل لا يفهم ما يدور حوله، في عالم لا يرحم ولا يفهم المعاني السامية للحب، ويتحول الحب إلى تهمة وجريمة يوجب رجم من أخلص لحبيبه.