نشاطات
مجموعة قصائد – بقلم: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

يوم وُلِدتُ
وُلدتُ والشمسُ تمضي فوق مئذنةٍ
والوردُ يزهرُ في دربي وينقلبُ
جاء الزمانُ وفي كفِّ الرجاءِ ندىً
وفي الفؤادِ رؤىً الى العزمِ تنتسبُ
ميلادي نورٌ لا ميلادُ شهوةٍ
رامُوا الحياةَ إذا ما المالُ مقتربُ
وُلدتُ حرًّا، وفي قلبي بلادُ غدٍ
قد يُولدُ العمرُ فينا حين يُحتسبُ
وما الحياةُ إلا بذورًا اعتدنا زر
عها في صبرٍ من النورِ يُكتسبُ
فالخير والوُدّ وكلّ الرضى
ورضى الرحمن فيه دومًا أسعدُ
بقلم:
د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)
————————-
من قصائدي
ابنُ آدم
يا ابن آدمَ، كم تجورُ على المدى
وتُريقُ من دمِ مَن غدًا لم يرشُدِ؟
تغتالُ من قلبِ الطفولةِ ضحكةً
وتنام قرير العين كأن لم تعتدِ
تمضي تبيعُ الوهم في أسواقِه
كيما تظنّ بأنّ عزّك في الغِدِي
تبني القصورَ على أنينِ مفجّعٍ
وتقولُ: ذاكَ هو الرُّقيُّ المخلّدِ
وتشدّ زندَك للعدوّ كأنّه
ندبٌ على ظهرِ الحقيقةِ كمُلحِدِ
إن خفتَ من موتٍ، ففكّرْ برهةً
كم قد قتلتَ برعبِك المتجدِّدِ؟
تدعو السلامَ، ولا تُجيبُ نداهُ،
إلّا لتخنقَهُ بألفِ الفِ تفرُّدِ
تؤذي، وتبكي حين تُؤذى، ضاحكًا
كالوَحشِ يدمع كأن لم يعتدي
ما أبشعَ الإنسانَ إن لم يهتدي
بشرعِ ربٍّ، لا بهَوًى مُتَسيِّدِ
فالعقلُ إن لم يُوقَدُ الإيمانُ بهِ
أمسى سلاحًا عاتيًا مُترصّدِ
بقلم:
د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)
———————
“حين أكلنا وحدَنا”
حين أكلنا وحدَنا،
كانت أعينٌ تُراقبنا من خلفِ الجدران.
لم تكن تكرهنا،
لكنها كانت جائعة.
حين ضحكنا على المائدةِ العامرة،
كان هناك مَن يُمسك بطنه من الألم،
لا اعتراضًا…
بل خوفًا من البكاء أمام طفلٍ لا يملك شيئًا.
وحين رمينا بقايا الطعام في القمامة،
كان مَن ينبش فيها يجد ما يكفيه ليومٍ كامل
ويحمد الله.
في كل مرّةٍ نلبس فيها الجديد،
كان هناك من يُرقّع خيبته بثيابٍ ممزقة،
ويعتذر لأطفاله عن فقره،
كأنه الجاني.
في كل حفلة، في كل وليمة،
في كل قاعةٍ تتلألأُ بالأضواء،
كان هناك مَن يتناول عشاءه على ضوء الشمعة…
إن وجده أصلًا.
نحن لا نعيش وحدَنا.
لكننا اعتدنا أن نفرح وحدَنا،
أن نأكل وحدَنا،
أن نحلم وحدَنا،
ونترك الباقين ليتألموا بصمت.
ليس الجوعُ هو المأساة
المأساة أن نشبع نحن
ولا نشعر بمن لا يأكل.
المأساةُ فينا.
في قلوبٍ لا ترتجف
وأعينٍ لا تدمع
وأيادٍ لا تمتدّ إلّا للترف.
متى نكفُّ عن أكل العالم وحدَنا؟
بقلم: د. محمد طلال بدران

