أعطاني الشاعر الكبير عبد الله السلمي كتابا أسماه أنين الزيتون وقرأت ما فيه من مستجدات الأوضاع السياسية ببلاد الشام وفلسطين وشاهدت الأخبار من الشرق الأوسط فقلت في بلاد الشام من أقصاها إلى أقصاها.
إلى الأرضِ جرحٌ سالَ دمعاً غزيراً
إلى القدسِ والشامِ وحزناً مُريرا
من الهندِ أحكي أنَّاتِ شعوبٍ أسيرا
أُنشِدُ مقامةً تحكي الألمَ الكبيرا
فلسطينُ يا قلباً شريفاً جريحا
ترى الطُّهرَ يُغتالُ صباحاً فصيحا
وبالدمعِ يروي القمحَ أرضاً وريحا
فهل من يدٍ تُنهي الزمانَ القبيحا؟
وفي الشامِ حلبٌ تُعاني الظلاما
ودمشقُ تدافعُ رغمَ نارِ السهاما
وأرواحُ شيوخٍ تُصعَدُ للسما كلاما
كأنَّ الأنينَ صارَ صلاةً وخِتاما
وفي لبنانَ فقرٌ وعصفُ الجبالِ
وعائلاتٌ تهيمُ بلا مُتكالِ
أطفالٌ بلا بيتٍ سوى الأطلالِ
فهل للكرامِ من حياةٍ وآمالِ؟
وفي الحمص تُروى حكايا العبيدِ
عن قهرِ نساءٍ وعن جوعِ بريدِ
يُكبَّلُ فيها المرءُ من كلِّ عتيدِ
ويُحرمُ حقَّ العيشِ كالحَقِّ بعيدِ
وفي القدسِ أسرى بينَ جدرانِ ليلِ
تُنادي المآذنُ في بُكاها العليلِ
وبابُ العمودِ يشكو ظلامَ الغليلِ
فمن ينقذُ الأقصى بجيشٍ نبيلِ؟
أيُرضيكَ يا ربُّ الدموعُ جداولا؟
أيُرضيكَ قهرُ الناسِ موتاً متواصلا؟
وأينَ أُلوفُ الحقِّ تنفي البواطلا؟
أمَا آنَ وقتُ النصرِ عدلاً وفاضلا؟
إلهي بحقِّ الأرضِ طفلٍ يتيمِ
وبالأرملِ الثكلى وبيتٍ هَشيمِ
أنر دربَهم فجراً وبحقِّ عظيمِ
وكن لهمُ عوناً بأجر كريمِ