مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية بنات الحطاب والغزاله الجريحه

ضوء في ظلام الغابة (حلقة 1 )

كان يا ما كان في قديم الزّمان حطاب فقير إسمه عمر له سبعة بنات ،وكانت زوجته تغزل الصّوف، وتساعده في إعالة الأطفال ،أحد الأيّام مرضت تلك المرأة وماتت، فحزن عليها ،وبعد تمام العام تزوّج امرأة من إحدى أقاربه وهي أرملة لكنّها كانت بخيلة لا تحبّ سوى الأكل والرّاحة ،وكان لها ولد تدلّله وتعطيه أفضل الطعام واللباس ،وتحرم البنات ،ولم يعد يكفيها ذلك، ففكّرت في حيلة لتبعدهنّ عن الدّار، ليبقى كل شيئ لها ولابنها ،فصارت تطبخ القدروتأكل ما فيه من لحم قليل هي وابنها ولمّا يرجع زوجها لا يجد لحمة ولا قدّيدة فلمّا يسألها تقول له أنّ بناتك يأكلن كلّ شيئ ،فيسكت .

أحد الليالي قالت له :إلى متى سنظلّ على هذه الحالة؟ فبناتك يأكلن، ولا يفعلن شيئا ،وأنا مضطرّة لخدمتهنّ !!! وبالطبع كانت تكذب  فالبنات يتعبن كامل النّهار في النّظافة وجلب الماء، لكن عمر صدّقها ،وقال لها سترين ما أفعله ،:سأضربهن بشدّة ،أجابته :ذلك لا ينفع من الأفضل أن ترميهم في الغابة ليتعلّمن الإعتماد على أنفسهنّ !!! فكّر قليلا ،ثم قال :سأفعل ذلك على شرط أن يذهب إبنك معهنّ ،وبذلك يبقى الطعام واللحم لنا فقط !!! ،فأجابته :أنا موافقة ،وهمست لابنها :لمّا تصل إلى الغابة إبتعد عن البنات ،وسوف آتي لأخذك ،أمّا ههن فسنتركهنّ هناك ،ولمّا نعود سأخفيك في سلّة ،ولن يفطن أبوك لشيئ .
أخبر الحطاب بناته أنّه سيأخذهم إلى الغابة لمساعدته في جمع بعض العيدان الجافّة لتسخين الطابونة ،ولمّا خرجوا، غطت المرأة رأسها ،و تسللت ورائهم وهي تحاذر أن يراها أحد .ولمّا وصلوا الى غابة العصافير ،وقف أمام شجرة كبيرة ،وقال لهم سأقوم بقطعها، أما أنتن فستجمعن  كل ما تجدنه على الأرض من عيدان، ولمّا تنتهين  عدن  إلى هنا ،ولا تتأخّرن  !!! ثمّ ربط عصا كبيرة بحبل على أحد الأغصان، وكلّما هبّت الرّيح ضربت جذع الشّجرة بقوّة ،وأصدرت صوتا يشبه ضربة الفأس، ثمّ رمى على الأرض علبة كبريت وسكينا ،وقلّة ماء، وقال :ستحتاجون إلى هذه الأشياء لكي تصطادون الفرائس الصّغيرة وتطبخون ،والآن سأذهب ، فالرّزق شحيح لا يكفينا كلّنا ،ولتسامحني زوجتي التي ماتت وهي توصيني عليكن .
كانت البنات كلّما سمعن الضّربة على جذع الشّجرة إعتقدن أنّ أباهن قريب منهنّ ،أمّا الولد فكان يعلم الحقيقة، ولكنه لم يخبرهنّ شيئا ،ثم إبتعد عنهنّ كما أوصته أمّه ،لكنّه كلّ مرّة يقول ربّما هااذا ليس كافيا، سأزيد قليلا لكي لا يرونني ،لما وصلت المرأة رأت البنات وهن يجمعن الأغصان الصغيرة وتبدو عليهن الفرحة ،أمّا إبنها فلم يكن موجودا فلعنت نفسها على هذه الفكرة وبدأت تبحث عنه دون جدوى،وقالت سأعود الآن قبل أن يشك زوجي بشيئ وآتي غدا للبحث عنه مع بعض الأهل .
وهكذا بقيت الأخوات السبعة ينتظرن ويلعبن في الغابة، حتى بدأ الليل في النزول و لما ذهبوا إلى الشجرة التي كان يقطعها أبوهم لم يجدنّ سوى عصا تضرب في الجذع مع كلّ هبة هواء ،ورأين الصّرة فقالت الكبرى لقد تآمر أبونا علينا مع تلك المرأة اللئيمة لإبعادنا عن الدّار ،فالغابة كبيرة ومن يدخلها يضيع ،إسمعوا سنتدّبر حالنا لعّلنا نعثر على شخص صيّاد أو حطاب يقودنا إلى بيتنا .بدأت البنات يبحثن عن مكان يبتن فيه ،وقد إشتدّ بهن الجوع ،وفجأة لاح من بعيد ضوء ولمّا اقتربن، رأين كوخا من الخشب ،وقربه إسطبل ،فدخلن إليه ،ووجدن بقرة سمينة، فحلبنها ،وشربن لبنها ،ثم إستلقين على القشّ في ركن، ونمن .

 

من قصص حكايا ألعالم الاخر ..

يتبع الحلقة 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق