- حاولت أمي كثيرا لتزوجني في عمر العشرين، حاولت أكثر من مرة أن تجمعني بشخص يليق بنظرها، انتظرت كثيرا أن تزفني لرجل يكون لي سندا في الحياة، وكم انزعجت من مرة حينما كنت أرفض خطابها، كانت تردد دائمآ ستبقين عانسا في نهاية المطاف، سأموت وأتركك وحيدة دون ملجأ، وكانت تحاول أن تلين قلبي بكلامها الحزين هذا، قالت أنها ستموت قبل أن ترى أطفالي، كنت لا أجد كلاما يرد على كلامها سوى أني أرد عليها بابتسامة قائلة، أن الله سيمد في عمرها حتى ترى أحفادي، فتضجر أكثر، لم أكن أريد إزعاجها لكنها كانت تجرحني بكلامها فأغير الموضوع حتى لا ترى دمعتي..
شروط أمي، كانت بسيطة للغاية وكانت تتوفر في كل من يتقدم لي، فيكفي أن يكون له مهنة راقية وبيت فهو بنظر أمي صالح للزواج، ولا ألومها لأنها كانت تظن أن الدين متوقف في الصلاة فقط، لهذا كلما شرحت لها أني أريده ملتزما أجابت أن فلانا يصلي، فلا أجد حيلة إلا أن أغادر المكان..
فأمي التي واجهتني كل هذه السنين من أجل الظفر برجل يقف جانبي، ها هي اليوم تلبسني بيدها وشاح الزفاف وعيونها تدمع، تقول بحنانها المعتاد، هكذا تمنيتك، أشكر الله أنه رزقني بعيش هذا اليوم أيضا، تبتسم لي وتقول لقد جاءك من رضيت به، لكن أخبريني ما سبب اختيارك هذا الشخص دون البقية؟
قلت لها بود، هذا ما لم تستطيعي أن تفهميه طيلة سنيني, فالرجل لا يعاب لقلة جماله، ولا لقلة ماله، ولكنه يعاب لقلة دينه يا أماه. .
كنت يا أمي أنتظر ذلك الرجل الصالح الذي يحاول جاهدا في إصلاح نفسه، ذلك من يغض بصره ليس خوفا مني بل خوفا من ربه، كنت أريد ذلك الطيب الخلوق الذي يقدرني ويحترمني كشخص لا كجسم أو جمال، كنت أدعو الله ان يرزقني من يعينني على طاعة الله حتى ندخل الجنة معا يدا في يد، كل من تقدموا لي كنت أعرف سيرتهم بين الناس ولا واحد منهم كما تمنيت لهذا انتظرت كل هذه السنين، حتى أجد من ارتضيت دينه وخلقه، وقد رزقني الله به، بدعوة في ثنايا فجر مظلم، ومنذ أن ارتبطت به وأنا أرى يد الله في علاقتنا، حتى وصلنا لهذا اليوم💛
#صباح_توفيق/ شغف القراءة